أ.مبارك الشريف
خدمة المجتمع وتطوير الذات
“إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة ”
الشاعر/أبي العتاهية
عندما يصبح الإنسان فارغاً…فإنه عقله يقوم بالتفكير في الخواطر التي كان يرفضها، ويبدأ يمعن النظر فيها ثم يبتعد عنها ثم يعاود التفكير فيها مرةً أخرى..مع هذا التكرار من التفكير يجد الإنسان نفسه مدفوعاً لفعل ما كان ممنوعاً ومرفوضاً بالأمس نتجة ضغط الأفكار (تسلط الأفكار) وقد عبر عنهاالقرآن بخطوات الشيطان
“يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ…” النور ٢١
إذاً الفراغ محفز للأفكار السلبية..ومن هذه الأفكار السلبية التفكير في تعاطي المخدرات وخاطر التجربة، وماذا يمكن أن يكون هذا الممنوع، وكيف يكونه بهذه القدرة التي يقال عنها ليجرده من قوة التوقف متى شاء..
كيف ومتى حصل الفراغ؟
وجد الفراغ لدى البنين والبنات بسبب عدة متغيرات من أبرزها الحماية الأسرية لهم منذ الصغر…فكلما كان هناك حماية زائدة في التنشئة الأسرية للأبناء والبنات كلما كانت المخرجات أبناء وبنات يكرهون المسؤوليات، و يؤثرون الراحة والنوم، ولايتحلون بالصبر والمثابرة فيما يوكل لهم.
لإقتلاع المخدرات من الجذور علينا علاج الفراغ من الجذور،
بمعنى تكليف الأبناء والبنات بالمهام والمسؤوليات منذ الطفولة المبكرة والتدرج معهم بمايناسبهم حتى مرحلة الشباب.
إن هذا الأمر لا يعد علاجاً لمشكلة قائمة هي الفراغ..لك أن تتصور ماذا يمكن أن يعود عليه هذا العلاج من قوة في الشخصية، إلتزام تجاه الواجب والوقت وإطلاق مكامن إبداعاتهم للفضاء، وقدرتهم على التعامل مع المهام الصعبة. لذا سيشعرون بالرضا عن أنفسهم لوجودهم في حيز مهم هم يحبونه ويحقق لديهم ارتفاع التقدير الذاتي لأنك أوكلت إليهم شيئاً يترتب عليه نتائج لها وقع الأهمية والايجابية الكبيرة.