نبراس

لحظة التفكير قبل الرد أثناء الحوار

أ.مبارك الشريف
خدمة المجتمع وتطوير الذات

هي لحظة ذهبية ،هي أسلوب الحكمة، هي الرزانة، وهذه اللحظة لها نصيب من المقولة المشهورة :
” إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب ”
في هذه اللحظة السريعة تتم فيها عمليات عقلية كبيرة وسريعة ومصيرية تتضمن دراسة وتشخيص ونتائج في أقل من دقيقة وكأنها رؤيا منامية. وتأمل حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ”

الذي يستطيع أن يجعل هذه اللحظة تتم بنجاح هو القوي
الضعيف، هو الذي يفور ويصعب عليه إحداث لحظة التفكير لنفسه وبالتالي انفلات زمام أمره من لسانه.

وبالمثال يتضح المقال :
عندما يكون هناك جدال بين اثنين فإن الردود عادةً تكون سريعة بلا تفكير متأني.

المثال الأول:
فمثلاً إذا كان الخلاف بين الزوج والزوجة وكانت هناك مشادة كلامية وسرعة في الردود فإن صوت العقل والحكمة يغيب ويحل مكانه إلهام الشيطان وينتهي بكل مايخطر ببالك من مشاكل ومآسي.

المثال الثاني:
عندما تكون هناك لحظة تفكير قبل الرد، فإنه إذا اشتد الحوار بين الزوجين اشتدت معه عمليات التفكير المنطقي فتجد في ذلك الحوار موضوعية ورغبة من الطرفين في معرفة الصواب
وتجدهما يفكران في سلبيات صوت الحوار على نفسية الأبناء.

لحظة التفكير زمنها قصير جداً لكن تتم فيها دراسة القرار وعواقبه..
فإذا كان القرار انفصال تجده يفكر في أبنائه وبناته وما ينتظرهم من التفكك الأسري وانهيار سقف العائلة وتباعد أركانها .إذ قد يتعرضون للعنف النفسي والجسدي والابتزاز ووقوعهم في فخ المخدرات…الخ.
بعد هذه اللحظة السريعة من التفكير ، يلين قلبه وتبتل كلماته بالرحمة والشفقة فيؤثر ذلك على الحوار وينتهي على اتفاق وتعاون

الخلاصة :
عود نفسك التأني قبل الرد… وسوف تعتاد مع مرور الوقت.