قول في مقال
سياسات الوقاية حول العالم
تبذل كل دول العالم جهوداً مضاعفة متعددة على كافة المستويات لمواجهة ظاهرة المخدرات وتعاطي المؤثرات العقلية , حيث أصبحت ظاهرة المخدرات من المشاكل العالمية التي يتشارك فيها المجتمع الدولي الاتفاق والتعاون والتساند وتبادل المعلومات كإستراتيجية عالمية ناتجة عن حقبة..
من التطور في الاتفاق العالمي لمواجهة عدو الإنسانية المشترك الماثل في المخدرات, وذلك للحد من استفحالها العالمي المهدد للاستقرار البشري , وهذا ما يجعل مكتب مكافحة المخدرات التابع للأمم المتحدة يعمل بشكل دائم على إصدار تقرير سنوي عن ظاهرة المخدرات حول العالم مبني على تلك الإحصائيات التي تزود بها دول العالم المكتب , فبات التقرير يرسم إستراتيجيات ومنهجيات عمل دولية ملزمة في غالبية أحوالها للدول من حيث التطبيق. وجميع مجتمعات العالم حالياً تهتم بحضور ما يعقد من مؤتمرات دولية سنوية يعقدها مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات ويتباحث عبرها مع الدول الأعضاء الموقعة على (الاتفاقية الوحيدة للمخدرات 1961م) سياسات الدول ومشاكلها والتحديات التي تواجهها والنتائج المتحققة لها وما قامت به من تطبيقات لتوصيات قرارت الدول الأعضاء , ولتشيجع الدول وتشجيع عملية التعاون الدولي لأخذ كافة التدابير التي من شأنها منع انتشار ظاهرة المخدرات.
ومن خلال استعراض مجموعة من النماذج العالمية الأشهر في مجال الوقاية من خطر تعاطي المؤثرات العقلية, يتضح نوعية العمل الوقائي الإستراتيجي وما يشتمل عليه من سياسات وبرامج نوعية تعزز عملية الوقاية من خطر التعاطي.
السياسة البريطانية لمواجهة ظاهرة المخدرات
مشكلة تعاطي المخدرات في بريطانيا مشكلة تحتل أعلى مستوى لها مقارنة مع بقية الدول الأوروبية حيثت تعتبر بريطانيا ثاني دولة من حيث الوفيات بالمخدرات على مستوى دول أوروبا مما يستدعي النهوض الاجتماعي بوعي كافة فئات المجمتع واستثار وعي كل فئاته.
وقد تضمنت هذه السياسة عدة أهداف هي:
- خفض الأذى المرتبط بتعاطي المخدرات ويشمل الآثار الصحية وما يرتبط بالتعاطي من وقوع الضحايا وصمم لذلك مقياس يقيس مستوى انخفاض هذه الآثار إلى جانب زيادة عدد المتعافين الذين يدخلون مرحلة العلاج من خلال نظام دور الإصلاح والسجون من المحكوم عليهم في قضايا مختلفة وبعانون من مشكلة تعاطي المخدرات.
- خفض عدد المقبلين على تعاطي المخدارت الأكثر شيوعاً تعاطيها وذلك من خلال التركيز على الشباب الأقل من 25 سنة الأكثر قابيلة للتعاطي وتضمن هذا الهدف ضرورة العمل على توفير برامج الحماية والوقاية الملائمة وفقاً لأسباب متطورة من الأداء
- زيادة عدد الاستيعاب لمعالجة من يعانون من مشكلة تعاطي المخدرات وزيادة قدرة البرامج العلاجية والعمل على تحسينها , فوضعت برامج للاحتواء المبكر موجهه للجماعات الصغيرة الخطر وصغار المنحرفين لاحتوائهم عن الوقوع في مخاطر الجريمة وتعاطي المخدرات.
- تحسين برامج التعليم والتثقيف وزيادة تركيزها على نوعيات مثل الحشيش والهيروين وحبوب الهلوسة. ولذا عملت الحكومة البريطانية على إدراج مواد تعليمية تحذر عن مخاطر تعاطي الحشيش والمخدرات عامة في الفصول الدرسة بشكل نظامي
سياسات أمريكا لمواجهة المخدرات
ينظر مكتب سياسات مكافحة المخدرات في أمريكا لظاهرة المخدرات بصفتها خطراً كبيراً يهدد المجتمع الأمريكي , ولذا تركز السياسات الأمريكية على مواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات من خلال سياسات الوقاية سياسات العلاج وسياسات التأهيل. وتنظر أمريكا لسياسات الوقاية أنها اتفاق فاعل وشعور عام وأداء مثالي يسعي إلى تحقيق أمن وصحة المجتمعات المحلية , وترجمة هذا الهدف إلى أداء فعال يواجه تحديات مختلفة. مما جعل سياسات الوقاية في أمريكا تصمم برامج تسعى لتحقيق مجتمعات خالية من المخدرات في تصميم الإطار العام الملائم لكل ولاية كإستراتيجية وقاية خاصة بكل ولاية.
وتم تأسيس جمعية الإعلام الشبابية لمكافحة تعاطي المخدرات وأصبحت نموذجاً يحتذى به ومصدراً للمعومات لكثير من المؤسسات.
كما تم إنشاء المؤسسة القومية الأمريكية لأبحاث تعاطي المخدرات التي باتت مرجعاً عالمياً في مجال أبحاث الوقاية وبرامجها وفي مجال أبحاث الإدمان وبرامج العلاج.
كما أنه تم إجراء مسوح سنوية منذ أكثر من 35 سنة تراقب تطور ظاهرة المخدرات فهناك المسح المدرسي السنوي الذي يقيس السلوكيات الخطرة بين الطلاب وهناك مسح التعاطي والسلوكيات الضارة بالصحة الذي يطبق على العسكريين وهناك مسوح تطبق على المودعين في دور الإصلاح.
على ضوء هذه المسوح تسعى السياسات السنوية الأمريكية لتصميم برامج الوقاية الفاعلة على مستوى المدراس وبيئات العمل وعبر وسائل الإعلام ,فركزت السياسات الأمريكية خلال فترة زمنية على المسوح للوقاية من خطر التعاطي في سن مبكرة للكحول وللحشيش وعملت على تصميم برامج لحماية الصغار الأقل من 18 سنة من خطر تعاطي الحشيش فدلت نتائج المسوح على مدار تلك الفترة على انخفاض الإقبال على تعاطي الحشيش في هذه الفئة العمرية.
البرامج الأمريكية لمواجهة ظاهرة تعاطي المخدرات:
- مراكز لتطبيقات التقنية الوقائية Centers for the Application of Prevention Technologies (CAPT) ومهمة هذه المراكز هي تقديم البحوث المنية على الدليل العلمي لمساعدة المهتمين والمختصين والولايات في تصميم برامج الوقاية والعلاج وتصميم السياسات.
- مركز تدريب القوة العاملة في مجال الوقاية Department of Labo`s Working Partners ومهمة هذا المكرز تأهيل شركاء العمل وبناء قوة العمل التي تسعى لجعل المجتمع خالياً من تعاطي المخدرات , من خلال تزويد المؤسسات المتخصصة المستثمرة والمجتمع المحلي بالوسائل والمعلومات والتأهيل الفاعل لتشخيص المشكلة وبناء البرامج الملائمة.
- برامج حماية بيئات العمل من المخدرات Division of Workplace Programs وتتضمن برامج حماية بيئات العمل من التعاطي . سياسات واضحة وملزمة لمؤسسات العمل , لتعليم العامين بخطر تعاطي المخدرات ونتائج التعاطي على الإنتاجية وعلى سلامة زملاء العمل وتتضمن المراقبة لسلوك العاملين وتدريب المراقبين والمشرفين على كيفية قيامهم بمثل هذه المسؤوليات , فضلاً عن تقديم برامج المساعدة للعاملين الذين يواجهون مشكلات تعاطي تساعدهم في وقف التعاطي وتضمين هذه السياسات برامج لعلاج المدمنين العاملين ,كما تتضمن هذه السياسات برامج الكشف عن تعاطي العاملين وفق معايير ثبات محددة من مكتب مكافحة المخدرات.
- مكتب أمن ووقاية المدارس من تعاطي المخدرات Office of Safe and Drug-Free Schools وهذا يقدم برامج للحماية من العنف في المدارس ولحماتيها من العنف الذي يمكن أن يصيبها من حولها , ويقدم برامج قوية في مجال الوقاية من تعاطي المخدرات والكحول والتبغ موجهة لطلاب المدارس , وتتضمن إشراك الوالدين في هذه البرامج ويتم ربطها وتنسيقها مع بقية الجهود في الولايات وعلى مستوى السلطات المحلية وبمؤسسات المجتمع المحلى.
- مؤسسة كشف تعاطي الطلاب المخدرات Student Drug Testing Instiute وتهدف هذه المؤسسة لتقديم معلومات عن طبيعة التعاطي المنتشرة بين الطلاب من خلال قيامها باختبارات عشوائية للطلاب عبر برامج معتمدة وهي هامة لتطوير برامج الكشف عن التعاطي ولتصميم برامج الوقاية الآخرى المبنية على نوعية التعاطي السائد بين الطلاب ولكي تحث الطلاب على أن يبصحوا أكثراً خلواً من التعاطي.
- البرامج النموذجية لإدارة خدمات الصحة العقلية وإساءة استعمال المؤثرات العقلية Substance Abuse and Mental health Services Administration (SAMHSA) Model Programs وبات لها رابط إلكتروني تفاعلي يسهل لجميع المؤسسات والناشطون استجلاب أفضل النماذج والبرامج الفاعلة لمواجهة ظاهرة المخدرات على مستوى الوقاية والعلاج والهدف من هذه البرامج المتخصصة في مجال الوقاية وما تتضمنه من محتوى برامج معيارية مبنية على أسس علمية متخصصة. هو أن تصبح البرامج المتخصصة في مجال الوقاية.
تجربة ورؤية كندا في مواجهة ظاهرة المخدرات
تعود جذور إستراتيجية السياسات الكندية لمواجهة ظاهرة المخدرات لعام 1908 المنبثقة من معاهدة عدم استخدام الأفيون في غير الأغراض الطبية حتى بات الآن في كندا سياسة متقدمة على مستوى الوقاية والعلاج وضبط إساءة استعمال المؤثرات العقلية لمواجهة استعمال المخدرات غير الشرعية ولمواجهة استعمال المخدرات الطبية . وتشلم سياسات الوقاية في كندا سياسات فرعية موجهة للحشيش والكوكايين والهيروين والميثامفيتامين والإكستاسي والتبغ والكحول والمهلوسات والأدوية الموصوفة طبياً.
واستراتيجية كندا لمواجهة ظاهرة المخدرات Canda`s Drug Strategy (CDS) , تعتمد على تنسيق جهود المؤسسات الحكومية المعنية بمواجهة الآثار (الصحية, والاجتماعية, والاقتصادية) لتعاطي المخدرات على الفرد والعائلة والمجتمع . كما تشمل تنظيم الجهود الرسمية وغير الرسمية للمؤسسات الحكومية والجمعيات وتتلاقى وتتكامل مع التوجيهات الدولية, لهذا فهي تراعي طبيعة المشكلة المحلية على مستوى كندا وتأخذ بمعايير واتفاقيات التوجه العالمي والاتفاقيات الدولية الثنائية والجماعية, وعلى مختلف المستويات وعلى مستوى الوقاية الخاصة.
وقد خصصت كندا في العام 1978م 210 مليون دولار لإستراتيجة تمتد لخمس سنوات وسميت الإستراتيجية الوطنية لمواجهة المخدرات the National Drug Strategy لإزالة العوامل التي تسبب في حدوث مشكلة التعاطي في كندا, وكانت تنطلق تلك الإستراتيجية من منظور التوازن الاجتماعي الذي يؤمن بأن هناك خللاً في عمليات الأداء الاجتماعي يؤدي إلى بروز مشكلة ظاهرة المخدرات. وكانت تستهدف كلاً من جانبي العرض والطلب لمشكلة المخدرات. وكانت تركز على ست مناطق أساسية من أبرزها التثقيف التعليمي والوقاية , وتوفير المعلومات والأبحاث.
ثم في عام 1998 ركزت الحكومية الفيدرالية الكندية في الإستراتيجية الثالثة لكندا على أربعة مرتكزات أساسية كان أولها مركز التثقيف التلعيمي والوقاية, ونظراً لقلة الإنفاق على محاور الإستراتيجية فقد اعتبر البعض أن هذه الفترة هي الفترة ذبول جهود كندا في مواجهة ظاهرة المخدرات حتى عام 2003 استثمرت كندا 245 مليون دولار في مواجهة ظاهرة المخدرات على مدار خمس سنوات وتم تجديدالإستراتيجية الوطني الكندية لمواجهة ظاهرة المخدرات وبقي التركيز على مجال الوقاية من أهم المرتكزات.
وتصدر كندا كل سنتين تقريراً عن معدل تحقيقها لغايات إسترتيجية مواجهة ظاهرة المخدرات , ففي عام 2006 مثلاً ذكرت الحكومة الكندية السياسات التنفيذية التي انتهجتها خلال سنتين والتي اشتملت على:
- السعي لخفض الأضرار الناجمة عن تعاطي المخدرات.
- السعي لخفض عدد صغار الشباب الذين يجربون المخدرات.
- السعي لخفض عدد الحوادث والأخطاء التي تحدث بسبب التعاطي وتؤدي إلى انتشار الأمراض المعدية.
- السعي لتشخيص الاتجاهات والأنماط الحديثة للاستخدام.
ويعد التثقيف والتعليم المرتبط بظاهرة التعاطي والمؤثرات العقلية في كندا من المسؤوليات الأساسية للحكومة والمقاطعات والأقاليم, فهناك عدد من المداخل التي تنتهجها لتنفيذ التثقيف والوقاية على كل مستويات المؤسسات الحكومية فهناك:
- البرامج المدرسية.
- البرامج الموجهة لفئات بعينها تحيط بها عوامل خطورة تدفعها للتعاطي مثل برامج الأحياء.
- حملات التوعية والإعلامية.
- أنشطة متعددة دورية موجههة لجماعات الشباب (الأنشطة الترفيهية).
- برامج تعليم الوالدين ثقافة حماية النشء واحتوائهم.
- سياسات البيئة المدرسية الرسمية لمنع التعاطي والحيازة ومساعدة المبتدئين واحتوائهم.
- نهج التحذيرات الصحية.
- نهج حماية الفرد والأسرة والمجتمع من ضرر المتعاطي وتصرفاته الضارة.
- سياسات تنفيذية لشباب الشوراع والمشردين ومرتادي دور اللهو والنوادي الليلية لتقديم معلومات لهم عن المراكز المتاحة لخدم العلاج.
إستراتيجية أستراليا لمواجهة ظاهرة المخدرات
منذ عام 1985 وأستراليا تعتمد في مواجهة ظاهرة المخدرات وإساءة استعمال المؤثرات العقلية إستراتيجية تحظى بقوة الدعم السياسي للحكومة, ويشارك في تنفيذها العديد من القطاعات في المجتمع الأسترالي الحكومية والفيدرالية والقطاع الأهلي , وتهدف إلى تحسين مستويات الصحة والمخرجات الاجتماعية والاقتصادية لأستراليا. وذلك من خلال سعيها لمنع وقوع أثار ضارة وخفض معدلات الضرر الحادث بسبب هذه المشكلة.
وتتبع أستراليا خطة إستراتيجية خمسية لمواجهة ظاهرة المخجرات فهي تعتمد فيها على ثلاثة محاور أساسية لخفض الطلب من خلال:
- الحماية من الوقوع في التعاطي.
- خفض عدد المستخدمين في المجتمع.
- دعم الناس لتأهيلهم من التعاطي ولكي يندمجوا مرة أخرى في المجتمع.
- دعم الجهود الاجتماعية البديلة لشغل أوقات الناس بالجهود المفيدة لتقليص فرص عوامل الخطورة المرتبطة بمشكلة التعاطي.
وقد قدرت أستراليا خسائرها بسبب التعاطي في عامين متتالين فقط بقرابة 56,1 بليون دولار بما فيها تكاليف الصحة والمجمعات العلاجية والخسائر الاقتصادية الناجمة عن ضياع انتاجية المتعاطي في بيئات العمل والحوادث والجريمة , فمشكلة التعاطي ليست مشكلة ذات دلالة بضررها الصحي على المجتمع فقط ولكنها ذات علاقة وثيقة بارتفاع معدلات الجريمة لذلك فهي تتبع سياسات جدا متقاربة مع السياسات الكندية
سياسات ماليزيا لمواجهة ظاهرة المخدرات
اعتمدت ماليزيا تاريخاً في تطوير سياسات معالجة ظاهرة المخدرات وعلى اتخاذ إجراءات عقابية قاسية, بما في ذلك الاعتقال والسجن على نطاق واسع من المستخدمين, واستمرار استخدام عقوية الإعدام على جريمة الإتجار, ثم تغير هذه الاتجاه وبات تركز على التثقيف الصحي , فأنشأت ماليزيا في عام 1996م لجنة وطنية متخصصة معنية بمكافحة المخدرات وتشرف عليها وزارة الداخلية الماليزية وتهدف هذه اللجنة إلى تنسيق الجهود والإشراف على تنفيذ الخطط والسياسات الوطنية في مجال مواجهة ظاهرة المخدرات. وهذه اللجنة تهتم بمتابعة:
- تنفيذ البرامج الوقائية.
- تنفيذ برامج العلاج والتأهيل.
- ترقية نظام لجميع البيانات وإجراء تقييم لفعالية جميع البرامج الوطنية لمكافحة المخدرات.
- تعزيز الجهود التعاونية الإقليمية والدولية لمكافحة مشكلة المخدرات.
- العمل بمثابة أمانة لجنة وزارية لمكافحة المخدرات والعمل مع اللجان الوطنية الأخرى ذات العلاقة وتشكيل اللجان المتخصصة لرسم السياسات والخطط والإشراف.
ونموذج التثقيف الماليزي المعاصر المتعلق بالتعاطي صمم لتثقيف الأفراد عن المشكلات والقضايا المرتبطة بتعاطي المخدرات ويتم تقديم هذه البرامج على ثلاثة مستويات هي المدرسة, والأسرة , والمجتمع وتستهف التركيز على برامج عوامل الخطر وديناميات الأسرة وتنيمة المهارات الحياتية للتدريب على القيادة وتعزيز الثقة بالنفس.
كما أن أهم مبدأ يوجه في هذا النموذج هو أنطلاقه من فكرة أن المعالجة الفاعلة لمشكلة المخدرات في البلد هو العمل المشرك والمنسق ومتعدد الجوانب ويحتاج أن ينطلق من مستوى وطني واسع لتكون هذه المعالجة فاعلة ومجهة لكل المستويات والمجتمع من آباء وأمهات وأطفال وشباب ومعلمين وعاملين.
أيضاً تم تنفيذ برنامج تثقيفي واسع يهدف إلى منع وقوع الأفراد وخاصة الشباب فريسة للمخدرات وانقسم البرنامج إلى:
- برامج الدعوة والإعلام.
- برامج تعبئة المجتمع.
برامج الدعوة والإعلام اشتملت على قيام :
- وحدة متنقلة للوقاية من خطر تعاطي المخدرات وهي وحدة معارض وتثقيف مصممة وفق نتائج البحث العلمي وتعمل على زيارة الأمكان العامة ومقابلة الجمهور وفق سياسات تنظيم ملائمة لها أهدف محددة.
- حملات توعية واسعة تشمل وجود حملات إلكترونية عبر الإعلام الجديد وتشمل نشرات إلكترونية وأفلام ومنشورات ورقية.
- حملة للأصدقاء والأقران لمع تعاطي المخدرات حيث يوجد في ماليزيا جمعية للشبان تعني بأقارنهم وتعلم الأصدقاء والشباب مهارات حياتية في البيئات الحضرية والأرياف مثل مهارة المشاركة ومهارة رفض التعاطي وبناء أفكار وسلوكيات تعاونية تساعد على حماية أنفسهم وأقرانهم من خطر التعاطي.
برامج التعبئة الجماهيرية :
حيث تستهدف جماعات محددة مثل الآباء والمعلمين والقيادات الدينية وبعض القدوات الاجتماعية وتعمل على تزويديهم بمفاهيم ومبادئ تستهدف تعليمهم معاني نمط الحياة الصحي الخالي من سلوكيات التعاطي بهدف أن يعملوا على نقلها إلى الشباب والأبناء فضلاً عن توعيتهم بأفض المماراسات التي تساعد على احتواء الشباب مثل الأنشطة الرياضية وتعليم الأبناء مهارات العمل
وقد شارك في هذا البرامج العديد من القيادة المجتمعية البارزة مثل الدعاة والمدراء والآباء ومن المشهورين والمعلمين والأساتذة الجامعيين وكان هدفها:
- حشد التأييد الجماعي من أجل تشكيل وعي عام يؤكد اهتمام المجتمع بالمشكلة ويبين للناس خطرها ومناهضة كل فئات المجتمع لها.
- استشعار وإدراك الشباب وجميع الأبناء خطر التعاطي والمخدرات من خلال ما يدركونه من رأي عام حاسم.
- استشعار كل المسؤولين عن الأبناء والشباب أهمية دورهم وما يمكن ان يفعلوا لحماية الشباب ومجتمعاتهم.
متطلبات التنشئة الأسرية السليمة
أولاً التفاوض:
إن أهم ما يحقق هذه التنشئة الأسرية السليمة هو مبدأ التفاوض , فيقدم التفاوض للآباء وسيلة جيدة للتعامل مع الآبناء من أجل حل المشكلات , وإجراء تغييرات وتعزيز وتحسين التعاون وتعليم الشباب كيفية :
1- التركيز على الحلو بدلاً من المشكلة .
2- التفكير في النتائج المحتملة للسلوك
3- تطوير مهِارات التواصل .
أسس النجاح:
- متى: حدد الوقت غير العاطفي أو مواعيد منظمة ( وليس في منتصف المشكلة)
- أين :اختر مكاناً لا يوجد فيه الكثير من المشتتات والملهيات.
- كيف: اختيار المشامل الصغيرة والمحددة.
تحديد المشكلة بشكل محايد.
- مراجعة السلبيات والإيجايات لكل فكرة.
- الجمع بين الأفكار إذا لزم الأمر.
- على الجيمع الاتفاق على الحلول المختارة.
- التحقق بعد تطبيق الفكرة إذا نجحتفي حل المشكلة أم لا .
- إذا لم تنجح فيجب عليك الرجوع إل قائمة الأفكار.
- وإذا لزم الأمر فيجب عليك الرجوع إلى مرحلة العصف الذهني مرة أخرى للحل من أجل المزيد من الأفكار.
- التواصل مع أصدقاء ابنك وعائلاتهم متى سنحت لك الفرصة.
- الذهاب إلى المدرسة ومراقبة سلوكه هناك ومعرفة مع من يقضي وقته.
- مراقبة السلوكيات, والكلام, والموقف وتشجيع السلوك الإيجابي.
- مساعدة طفلك لمعرفة وفهم شعورة الداخلي.
- مناقشة أفكار طفلك الجديدة.
- كن المسؤول عن إعطاء معلومات تخص الجنس والمخدرات وليس أشخاصاً آخرين.
- مشاركة طفلك معتقدات وقيم لأن ذلك يعطي طفلك أساساً قوياً في الحياة.
- ولتقليل تأثير الأقران السلبي على ابنائكم عليكم تجربة الأفكار التالية:
- اللعب خارج المنزل
- القراءة مع ابنائكم أو إخبارهم قصصاً عن العائلة.
- تشجيع اهتمامات وهوايات طفلك مثل (الرسم, الإبداع الإلكتروني, الطبخ, الاكتشافات العلمية).
- ضم ومشاركة ابنك في المنشاطات الاجتماعية والثقافية في المجتمع.
- ضم ومشاركة أصدقاء ابنك في النشاطات العائلية.
- اجعل خطوط التواصل مفتوحة.
- كن صبوراً وراقب تصرفات طفلك.
- تجربة نشاكات مختلفة
- التعامل مع المهام الصعبو
- تكوين صداقات جديدة.
- استكشاف قدراتهم الإبداعية.
- عدم تضخيم الأمور وكسر تجزئة المشكلة إلأى أجزءا صغيرة.
- تذكيرهم دائماًبمواطن قوتهم ونجاحاتهم السابقة.
- تشجيعهم على التعامل مع التحديات والصعوبات.
- حل مشكلاتهم .
- تنمية مهاراتهم وخصوصاً في الحديث.
- مشاطرتهم آرائهم ومشاعرهم
- الاستماع إلى ما يقولونه.
- نطلب منهم المشاركة في وضع الخطط العائليةوالمناسبات.
- طلب آرائهم لحل المشاكل العائلية.
- تذكر ماذا قال الأبناء سابقاً.
- تخصيص وقت للأبناء كل يوم.
- حضور المدرسة والأنشطة اللامنهجية.
- يجب أن يعلموت أن آبائهم يفكرون بهم بجميع الأوقات.
- عرض الأعمال التي عملوها وشهادات التقدير والتفوق التي حصلوا عليها من المدرسة.
- تكوين صداقات جديدة.
- ااستكشاف قدراتهم الإبداعية
- سخرية الآباء أو سلبيتهم تجاه قدرة اتجاه الطفل للنجاح.
- المقارنة بين الطفل وإخوته.
- معاقبة الطفل عند انخفاض مستواه.
- تذكير الطفل بأخطائه السابقة.
- أعلم بأنه لم يكون سهلاً.
- لقد عملت عملاً مدهشاً.
- استمر بالمحاولة.
- أنت تتعلم الكثير.
- أعجبني طريقتك في إنجاك للعمل.
- استطيع أن أجزم بأنككنت مستمراً بالتدريب.
- إنه من الرائع رؤيتك تعمل بجد.
- أنا فخور بك لأنك أديت صلاتك في المسجد.
- أنا أحبك لأنك تصدقت لهذا الفقير.
- أنا فخور بك لأنك تحب الديك وأخوتك.
- التواجد والاشتراك في نشاطات ابنك.
- خلق مصادر جديدة للتعامل مع المشكلت وبناء شبكة متينة وصلبة للتواصل مع ابنك.
- يعلمك عن الأماكن أو الأشخاص الخطرين.
- عندما يعي طفلك رقم صديق عليك الاتصال به ومحادثة والديه.
- عليك الالتقاء بجيمع آباء أصحاب ابنك لكي تتأكد من أنه في مكان آمن ومراقب من قبل أهل.
- معرفة المناسبات التي يريد ابنك حضورها وذلك للتأكيد بأن الراشدين سوف يقوموا بمراقبتهم.
- معرفة جدول ابنك.
- قم بالاتصال في أوقات متفرقة.
- يمكن استخدان مساعدين للعناية بطفلك في حال عدم التواجد بالمنزل والاتصال عليهم لكي تتحقق من وضع ابنك.
- الاتصال بابنك لمعرفة ما إذا كان وصل للوجهة أو المكان المطلوب.
- الإشراف على ابنك بعمل زيارات عشوائية أو مكالمات.
- البقاء على تواصل مع البالغين الذين يتفاعلون مع طفلك
- الاستمرار بمشاكة الأبناء.
- قضاء بعض الوقت بالاستماع إلى الأبناء
- التحدث مع أباء طفلك.
احتياجات مرحلة المراهقة
تعد مرحلة المراهقة هي الأهم في المراحل العمرية التي يمر بها الإنسان .
فالإنسان بداية يبحث عن الطعام والشراب فإذا تمكن من ذلك بحث عن الأمن, فإذا تمكن من ذلك بحث عن التقدير, فإذا تمكن من ذلك بحث عن الإنجاز
يقول ويليان جيمس: ( إن القاعدة الأساسية في الطبيعة البشرية هي النوع إلى التقدير).
لذاك كان القبول والتقدير حاجة فطرية يبحث عنها كل البشر.
وتنقسم الحاجات الإنسانية إلى خمس مجموعات رئيسية هي:
1- الحاجة الفسيولوجية: كالحاجة إلى الطعام والماء والنوم .
2-حاجات الأمان : مثل الشعور بالأمان النفسي والمعنوي , وكذلك المادي كاستقرار الفرد في عمله وانتظام دخله وتأمين مستقبله.
3- الحاجات الاجتماعية: كحاجة الفرد إلى الانتماء إلى جماعة وأصدقاء يبادلونه الود والحب.
4-حاجات التقدير: شعور الفرد بالتقدير والاحترام من قبل الآخرين أو التقدير الذاتي.
5- حاجات تحقيق الذات: انطلاق الفرد بقدراته ومواهبه ورغباته إلى آفاق تتيح له إنجاز المهام , وبالتالي شعوره بذاته وثقته بنفسه.
وتأتي الاحتياجات الأسساسية في مرحلة المراهقة منعها
أولاً: الحاجة إلى التقدير
فيرى علماء النفس أنه لكي ينشأ الطفل سوياً لابد من شرط هام , وهو أن يكون مقبولاًفي الأسرة ومحاطاً بمشاعر الحب والاهتمام والاحترام والتقدير.أما الطفل الذي ينشأ في أسرة غير مقبول فيها, يحاط فيها بمشاعر النبذ والرفض فإنه يكون طفلاً غير سوي , إما أن يتسم بالعدوانية أو بالانسحاب والانطواء.
ثانياً : الحاجة إلى الإرشاد النفسي والتوجيه
إن المراهق يحمل فكراً نشطاً وحماساً وحيوية زائدة للحد, إلا أنه في المقابل يعاني من نقص شديد في الخبرات والتجارب , لذلك فهو يحتاج إلى التوجيه والإرشاد.
إن إشباع حاجات المراهقين بالطرق التربوية السليمة أمر ضروري إذ إن عدم إشباعها يجر إلى ازدياد متاعبهم ومشكلاتهم , وتكون مواجهة هذه الحاجات بالتوجيه والإرشاد وتقديم الخدمات المناسبة في البيت والمدرسة وكافة المؤسسات المعينة بذلك سواء كانت خدمات إرشادية وقائية تهيئ الظروف المناسبة لتحقيق النمو السوي لهم , مبنية على العلاقات الاجتماعية الإيجابية , أو خدمات إنمائية تنمي قدرات المراهقين وطاقاتهم وتحقق أقصي درجات التوافق , أو كانت خدمات علاجية تتعامل مع المشكلات الانفعالية والتربوية ومشكلات التوافق التي تواجه بعض المراهقين بتقيدم الحلول العلاجية المناسبة وفق الأسس العلمية للتوجيه والإرشاد.
ثالثاً : الحاجات للعمل
يمثل العمل الحقل الأول الذي يثبت فيه المراهق قدرته على تحمل المسؤولية وإدارة أموره بالصورة السليمة وهو المكان الذي يحقق فيه المراهق ذاته من خلاله.
ولعل تتبع حاجة المراهق إلى المسؤولية والعمل من التغييرات النوعية التي تطرأ على حياته في جوانبها المختلفة , العقلية والوجدانية والاجتماعية والعضوية ,حيث يتصف بالتميز المعرفي والعقلي فهو قادر على التفكير المعنوي واستخدام الرموز والفهم الزمني ( الماضي والحاضر والمستقبل) .
وهو قادر على تصور الأشياء قبل حدوثها وبسبب ذلك يكون المراهق قادراً على تحمل المسؤولية ويكون مسؤولاً ومكلفاً من الناحية الشرعية أي مخاطباً بالأوامر والنوهي الورادة من مصادر الشريعة الإسلامية ومحاسباً عليها.
ومن الناحية العاطفية والنفسية المرتبطة بالقدرة العقلية, يبدأ المراهق بالإحساس والمعاناة والتفكير بقدره وقيمته عند نفسه وعند الآخرين , أي في التفيكر بالصورة الحقيقية لشخصيته كما هو في الواقع وكما يريدها أن تكون , هل هو مقبول أو أم غير مقبول؟ وهل هو قوي أم ضعيف؟ وهل هو ناجح أم فاشل؟وكيف يعمل على تحسين هذه الصورة ؟
ثم يرتبط بهذا مشاعر الاستقلال والإباء والأنفة والاعتداد بالنفس والكرامة وكره الدونية والاحتقار والضيم والإهانة والمن.
والناحية العضوية هي الآخرى تلح على الفتى والفتاة , فطول الجسم ووزنه وشكله وبعض وظائفه تؤذن له بتحوله من الطفولة إلى الرجول أو الأنوثة وكأنها تبحث عن دور جديد.. إنه يستعد للمسؤوليات والمهمات لوظيفة ولي الأمر والأخ الأكبر والزوج والأب ورب الأسرة …الخ , فضلاً عن التطلع للقيام بمسؤوليات جزئية ومهمات مؤقتة لذلك يواجه المراهق أزمة البحث عن الذات أو البحث عن القيمة أو البحث عن الوظيفة التي ينبغي ان يقوم بها وعن الموقع الحقيقي له في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
رابعاً: الحاجة إلى الإستقلالية
إن المراهق يتمتع بثقة عالية في قدرته على اتخاذ القرارات ولا سيما المصيرية منها, ولكن تنقصه الخبرة التي تتضمن سلامة هذه القرارت , لذا يبحث عن الحاجة إلى الاستقلال فالمراهق تواق إلى تنحل عنه قيود الوالدين , وأغلال الراشدين ,وإلى أن يصبح شخصاً يوجه نفسه بنفسه, قد يريد لنفسه غرفة خاصة أو فراشاً خاصاً أو مكتباً خاصاً,أو حتى خزانه خاصة تحفظ له خصوصيه بعيداً عن أعين أفراد الأسرة.
وترتبط الحاجتان السابقتان من الحاجات الشخصية بحاجة أخرى هي الحاجة إلى تحقق الإنجازات , وهذه الحاجة ذات أهمية خاصة من حيث علاقتها بالنعلم حيث يكون له مفعول كبير إذا أحس الطالب بعد قيامه بالمجهود بأنه قد أنجز شيئاً وحققه.
خامساً : الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي
فمن بين الحاجات الشخصية الملحة عند الإنسان في فترة المراهقة عدد من الحاجات , كالحاجة إلى المركز الاجتماعي والحاجةإلى الاسقلال والحاجة إلى تحقيق عدد من الإنجازات. والحاجة فلسفة مقبولة في الحياة.ولعل أقوى الحاجات وأهمها عند المراهق هي الاحاجة إلى المركز أو المكانة في المجتمع , فالمراهق تواق إلى أن تكون له أهميته ومكانته بين المجموعة التي ينتمي لها أو إلى أن يعترف الآخرون بما له من قيمة, وهو تواق إلى أن يصل إلى مرتبة الراشدين الناضجين وأن يخلف أمارات الطفولة وراءه.
لهذا تجد عدد من المراهقين يعمد إلى التدخين أو نحو ذلك من التصرفات التي يخيل لهم أنها تدل على النضج والنمو, كما أن الفتاة المراهقة قد ترغب في ارتداء الأحذية ذات الكعوب العالية, أو أن تسخدم أحمر الشفاة أو مساحيق الأم التجميلية وتقليد الكبار من النسوة في التصرفات.بل أن المراهق قد يهتم بأن تكون له منزلته بين غيره من المراهقين إلى درجة اهتمامه بمنزلته عند والديه أو مدرسته.
سادساً : الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار
المقصد بالأمن هنا هو حالة الطمأنينة والسكينة والاستقرار بكافة أشكاله وهيئاته النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها, ولابد من إسهام البيئة التربوية ببث الطمأنينة في كيانه النفسي , وإشباع حاجته إلى الأمن والعمل على توعية المراهق بنفسه بصورة عفوية وبأسلوب واقعي.فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل.. الأمان من مخاوف التفكك الأسري, الأمان من مخاوف الفشل في الدراسة, والأمر الآخر هو الحب , فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم, فيجب أن لا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب, والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية , فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست مشكلة نفسها. والاستقلالية مهمة , فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة كبيرة مع المراقبة والمتابعة عن بعد, فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذا السن ,ولابد من الحزم مع المراهق فيجب أن لا يترك يفعل مايريد بالطريقة التي يريد وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد,إنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق , فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها , وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب ان يحترمها.
سابعاً: الحاجة إلى الاستماع والحوار والتعبير عن الذات
يجب على المربين تدريب المراهقين على الحوار والنقاش وتبادل الآراء , وأول خطوة في النقاش مع المراهقين هي الاعتراف بأن آراءه ومواقفه تستحق الاستماع , وعندما نرفض أراء المرهقين تزيد المشكلات ,وعندما نقبل رأيه ونعترف به يعطينا فرصة للحوار, وهذا الحوار الذي نستخدم معه حتى في المواقف الحازمة.
الأسرة ومفهوم الوقاية
تلعب الأسرة دوراً جوهرياً وبُعداً حقيقاً, وأهمية كبيرة وبالة في حياة الفرد وتنشئته واحتوائه وتوفير كل السبل اللازمة لتوفير الحياة التربوية والإسلامية الصحيحة لأن ما تستمده الأسرة من قواعد وتعاليم هو نباع من تعاليم الدين الإسلامي لأنه يستند على ترسيخ الإيمان والعقدة والأخلاق
ومن غيرها لن يكون بناء الشخصية الإنسانية السليمة, ولن تكون قادرة في مواجهة مع الخلل الذي قد يواجهها في بعض منعطفات الحياة, وبالتالي ستتعرض للاضطراب والانحراف السلوكي .
ومن أبرز هذه الإنحرافات وأشدها تدميراً للحياة الإنسانية هي تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية.
- غياب التعلق والرعاية المتبادلة من الآباء أو مقدمي الرعاية
- الوالدية غير الفاعلة
- البييئة المنزلية الفوضوية
- غياب العلاقة المهمة للطفل مع شخص بالغ يمنحه الرعاية
- مقدم الرعاية الذي يتعاطى المخدرات أو يعاني من المرض النفسي أو يتورط في سلوك إجرامي.
- توتر العلاقت الأسرية
- تعيش الأسرة حالة أزمة نفسية وأمنية , وعاطفية , واقتصادية دائمة.
- وقوع الطلاق
- التشرد والانحراف وارتكاب الجرائم وتوجه أفراد الأسرة , أحياناً , لتعاطي المخدرات
- بروز العنف في الوسط الأسري الذي يصل إلى درجات القتل.
- إهمال الأسرة واجباتها تجاه الأبناء مما يؤدي إلى تعثر الأبناء وضياع مستقبلهم.
- تقطع علاقات الأسرة مع الأقارب والمحبط الاجتماعي.
تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية
- ظاهرة تعاطي المخدرات:
ظاهرة تعاطي المخدرات وبقية المؤثرات العقلية هي ظاهرة سلوكية بشرية سلبية خطيرة جداً على الفرد والمجتمع والأسرة ويقصد بها تعاطي بعض أفراد المجتمع مواد قابلة للإدمان (المخدرات والمسكرات والمستنشقات والمخدرات الطبية). وهذه المواد تسمى مخدرات أو مؤثرات عقلية .
وهي مواد تذهب العقل ورشد التصرف وتؤدي إلى إصابة الفرد بمرض الإدامان الماثل في حدوث تغيرات حاسمة في وظائف المخ وتركيبته . ويشخص مرض الإدمان بين الأطباء بإلزامية السعي للحصول على المخدر مع علم الفرد بمضار التعاطي وما يترتب على فعله من عقوبات . كما يؤدي تعاطي المخدرات إلى تغيرات سلوكية ضارة بالفرد والأسرة وإنتاجية العمل وبإستقرار المجتمع , فضلاً عن أضرارها الصحية الأخرى والمتعدية على الآخرين.
وفسر الأطباء السعي الإجباري للحصول على المخدر مع علم المتعاطي السابق بالمضار والعقوبة بأنه يحدث نتيجة لما أصيب به العقل من تغيرات حاسمة أثرت على وظائفه. وهذا ما يجعل الفرد في حالة من التوتر والعصبية وعدم الاكتراث بأي شيء عدى الحصول على المخدر.
عالمياً توصلت الأبحاث المتخصصة في مجال طب الإدمان وعلم السموم والأوبئة وفي مجال الجريمة والإنحراف وفي مجال برامج مواجهة ظاهرة المخدرات. إلى نتائج وحقائق راسخة حول خطر تعاطي المؤثرات العقلية وأثرها على كل من الجهاز العصبي والعقل. وأيضاً إلى فهم علمي دقيق للمخاطر والعوامل التي تؤثر في تهيئة الفرد وتجعله منحرفاًلتعاطي المخدرات, ومن أبرز المضار المترتبة على تعاطي المخدرات التي تلحق بالفرد:
- الإصابة بمرض إدمان المخدرات.
- الإصابة بأمراض نفسية شديدة الخطورة.
- الإصابة بأمراض جسدية فادحة.
- تغيرات سلوكية حادة مصحوبة بإضطرابات عالية في المزاج.
- تغير سمات الشخصية والتحول إلى الشخصية الاضطهادية الانفعالية والانعزالية.
- الوقوع في مشكلات حادة أسرية واقتصادية وتعليمية ومهنية وأمنية.
- إهمال الواجبات الدينية والأسرية والمهنية.
- عدم الرضا عن الذات , وانخفاض تقدير الذات.
2.المخدرات بوصفها مواد كيميائية:
المخدرات والمسكرات والمستنشقات هي مواد ذات تركيب كيميائي ضار بالصحة. توثر بشدة على العقل ونظمه وعل الجهاز العصبي وتجعلها غير قادرة على القيام بوظائفها الطبيعية . بل وتعمل على تعطيليها بشكل كامل على مدار أشهر وسنوات.
المخدرات والمؤثرات العقلية هي إما مواد طبيعية أو مستخلصة أو مشتقة من مواد طبيعية أو مواد مركة تركيباً كيميائياً . تؤثر حين تعاطيها على وظائف العقل والجهازالعصبي . وتغير من قدرة الإنسان على التثرف بتوازن ووعي كامل . نظراً لما تحدثه من تغيرات في كيميائية العقل والجهاز العصبي . ويقصد بفلظ المخدرات أو المؤثرات العقلية (كل مادة خام أو مستحضر يحتوي على عناصر ومركبات منبهة أو مسكنة من شأنها إذا استخدمت في غير الأغراض الطبية والصناعية الموجهة أن تؤدي إلى حالة من التعود والإدمان على تعاطيها . مما يضر بالفرد والمجتمع جسمياً ونفسياً واجتماعياً ). وتشمل الأنواع الآتية:
- المخدرات:(المخدرات غير الشرعية) مواد طبيعية ومستحضرة ومصنعة لها مفعول مخدر أو منشط ويسبب تعاطيها مرض الإدمان , وليس لها أي استخدام طبي ومن أمثلتها اليهريون والكوكايين والحشيش والإمفيتامين وحبوب الهلوسة . وبالتالي فالقانون لا يسمح بتدوالها ويعاقب على حيازتها.
- المخدرات الطبية🙁 مخدرات شرعية طبية) وهي عقاقير طبية تستخدم لأغراض طبية ولا تصرف للاستخدام إلا بوصفة طبية مقننة, ولكن إساءة إستخدامها يسبب الإدمان على تعاطيهاوتضر بالصحةوتتم المعاقبة عليها.
- الكحول : ويقصد بها المشروبات التي تحتوي على نسب من العناصلا المسكرة والمذهبة للعقل . ونظراً لاحتوائها على نسب من المواد الفاعلة الكحولية التي تسبب الإسكر والثمل . وتشمل المسكرات المصنعة لرغض السكر , والعرق المصنع محلياً , فضلاً عن استخدام الكولونيا العطرية التي يستخدمعا القلة من المتعاطين.
- المستنشقات : ويقصد بها لامواد الطيارة ذات التأثير العقلي التي توجدعناصرها الفعالة في كثير من المنتجات المنزلية مثل منظفات الفرن والبنزين والدهانات الرشيةوغيرها من المواد النفاثة, وهي تسبب في حدوث تغييرات عقلية حين استنشاقها.
3. الرؤية العلمية لمصطلح المؤثرات العقلية:
المخدرات والمسكرات هي مواد ذات تركيب كيميائي من أصول نباتية في الغالب وفي مجال علن الادوية يستفاد من الأشجار الطبيعية والنباتات في استخلاص عقارات وأدوية لعلاج الأمراض التي تصيب الإنسان ومصطلح drug والذي يترجم عربياً بكلمة مخدر , هو مصطلح يدل في مجال علم الأدوية على معنى عقار . وهو يعني في مجال علم الأدوية والسموم أية مادة تعمل كبديل لأية وظيفة طبيعية في جسم الكائن الحي عندما يمتصها الجسم . وتتفاعل مع كيميائية الجسد.
ويحذر علماء الأدوية والسموم والمتخصصين في مجال علم الأمراض والأوبئة من تعاطي المخدرات والمسكرات الذي يؤدي بشكل مباشر إلى :
- اختلال وظائف حيوية في الجسم وتعطيل وظائف أخرى.
- تسبب ضرراً فادحاً في صحة الجسد عامة وصحة الجهاز العصبي والمخ خاصة.
الأمراض النفسية ذات العلاقة بتعاطي المخدرات
يتعبر تعاطي المخدرات من أهم الأسباب التي تحفز ظهور الأمراض والاضطرابات النفسية لدى المتعاطي, كما أن العلماء يعتبرون أن أحد العوامل الرئيسية لشيوع الأمراض النفسية هو تعاطي المخدرات..
هناك علاقة وثيقة ومتبادلة بين الإدمان على المخدرات والأمراض النفسية , فالمخدرات تسبب ظهور الكثير من الأمراض النفسية , كما أن الاضطرابات والأمراض النفسية التي يسببها تعاطي المخدرات كثيرة ومتعددة ويمكن أن ينشأ منها أكثر من نوع في الوقت ذاته .
ومن أبرز هذه الاضطرابات والأمراض:
- الاضطربات الذهانية المصحوبة بأوهام وضلالات وهلاوس.
- اضطرابات المزاج وخاصة اضطرابات المزاج الاكتئابي.
- اضطرابات القلق .
- اضطرابات النوم.
- حالات الهذيان والخلط.
والأطباء يستطيعون الكشف عن ذلك عن طريق التشخيص المزدوج الذي يعنى بعلاج إدمان المخدرات المصحوب بإضطرابات نفسية.
والتشخيص المزدوج يتطلب علاجاً مزدوجاً موجهاً لمرض إدمان تعاطي المخدرات وعلاج الاضطرابات والأمراض النفسية المصاحبة لمرض الإدمان , وغالباً ما يكون هذا الاضطراب ذهانياً مع تعاطي مواد مخدرة, وعادة ما تطون أعراضاً لاضطرابات مزمنة لدى المدمنين, لذلك تتطلب هذه الحالات علاجاً دوائياً مكثفاً وبرامج علاجية قد تختلف عن البرامج العلاجية المتعارف عليها في علاج الإدمان أو علاج الامراض النفسية.
وقد أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة أنه عند تعاطي أي مادة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية فإن نسبة وجودأحج الاضطرابات النفسية يرتفع , فمثلاً نسبة اضطراب الفصام لدى الافراد العاديين تمثل 1% ولكنها ترتفع إلى 30% عند تعاطي المواد المخدرة أو الإدمان عليها.
فالاضطرابت النفسية والإدمانية وجهان لعملة واحدة, وفي التشخيص الأمريكي الحديث للاضرابات النفسية Dsm لا يمكن تشخيص الحالة باي نوع من الاضطرابات النفسية في حالة وجود تعاطٍ للمواد المخدرة والاضطرابات النفسية.
والدلائل الطبية تشير إلى أنه في حالة توفر استعداد مرضي لمرض الفصام لدى الشخص المتعاطي فإن استخدام بعض العقاقير المخدرة مثل الحشيش من المحنمل أن تؤدي إلى ظهور نوبة فصامية , وهذه النوبة من الممكن أن تنتهي عند التوقف عن تعاطي تلك المواد ومن الممكن أيضاً أن تستمر , لذلك إذا كان هناك تاريخ لمرض الفصان في عائلة المريض فإن تعاطي المخدرات يقود باحتمالية عالية إلى بروز هذا المرض لدى المتعاطي , وقد يستمر المرض لديه
مرض الإدمان
المرض الذي يصيب العقل ويتمثل في حدوث تغييرات حاسمة في وظائف المخ وتركيبته, يشخص بمرض إلزامية السعي للحصول على المخدر مع علم الفرد بمضاره وما يترتب على فعل من عقوبات,
ما يؤدي إلى تغيرات سلوكية ضارة بالفرد والأسرة وإنتاجية العمل واستقرار المجتمع.
فيعتبر إدمان المخدرات مرضاً عقلياً لأن المخدرات تغير وظائف وتركيبة المخ فهي تغير تركيبة الطريقة التي يعمل بها, وهذه التغييرات في المخ تستطيع أن تمتد لأمد طويل وتستطيع أن تقوم إلى سلوكيات ضارة يمكن رؤيتها على من يتعاطون المخدرات.
من المهم معرفته أن تعاطي المخدرات في أي سن يؤدي بشكل عالٍ لاحتمالية الإصابة بمرض الإدمان , وتزيد بشكل أعلى هذه الاحتمالية لدى الأشخاص الذين يبدؤون باستخدام المخدرات في وقت مبكر من أعمارهم, وذلك لكون المخ لا زال في مرحلة نمو وتشكل, وخاصة منطقة الناصية المسؤولة عن صناعة القرار في المخ والتي تكتمل بعد بلوغ الإنسان سن 21 عام من العمر.
وهذه الإصابة بمرض الإدمان عائد إلى طبيعة الآثار الضارة التي تحدثها العقاقير المخدرة على المخ ووظائفه وخاصة خلال مرحلة نمو الفرد الجسماني والعقلي.ومع أن خطر الوقوع في تعاطي المخدرات وبالتالي الإصابة بمرض الإدمان , ناجم عن كوكبة من عوامل عدم التحصين الاجتماعي ضد تعاطي المخدرات وعوامل الضعف البيولوجي , والتي تتضمن قابيلة الإصابة الوراثية والمرض العقلي وعدم استقرار العلاقات الأسرية وكذلك التعرض للاعتداء البدني أو الجنسي , إلا أن الاستخدام المبكر للمخدرات يظل مؤشراً قوياً على ظهور مشاكل في المستقبل لدى الفرد و ومن بينها تعاطي وإدمان المخدرات.
طريقة التعاطي و دورها في الإصابة بمرض الإدمان
يجب معرفة أن الطريقة التي تستخدم بها المخدرات تلعب أثراً في تسريع الإصابة بالإدمان , فتدخين المخدرات أو استخدامها عن طريق الحقن يزيد احتمال الإصابة بمرض الإدمان على تعاطي المخدرات. فكلاَ من تدخين وحقن المخدرات يؤدي إلى وصول المخدرات إلى الدماغ خلال ثوانٍ , مما يؤدي إلى بلوغ ذروة النشوة. ومع ذلك , فإن هذه النشوة تتلاشى في غضون بضع دقائق , مما يؤدي إلى سحب المتعاطي إلى شعور هابط ومنخفض , كشعور مغاير للنشوة بل ومضاد لها أحياناً, وبمرور الوقت تختفي تلك النشوة ويصبح تعاطي المخدرات لا يُحدث أي تأثير نشوة.
العلماء يرون في الاختفاء التدريجي للنشوة يدفع الأفراد إلى تكرار تعاطي المخدرات , في محاولةمنهم للحصول مرة ثانية على ذروة المتعة تلك التي حدثت لهم في بادئ الأمر. ويقدر العلماء أن العومل الوراثية تشكل ما بين 40% و 60% من إمكانية تعرض الأشخاص للإدمان, بما في ذلك تأثير البيئة المحيطة بالشخص على استجابة وعمل الجينات . أما المراهقون والأفراد ذوو الاضطرابات النفسية فهم أكثر عرضة لتعاطي المخدرات والإدمان أكثر من بقية الفئات.
مرض الإدمان يمنع المتعاطي عن وقف تعاطي المخدرات
من المهم معرفته أن كل الأفراد الذين انتظموا على التعاطي وأصيبوا بمرض الإدمان , كانوا يعتقدون في بداية الأمر انهم يستطيعون إيقاف تناولها بإرادتهم. ولكن بعد أن أصيبوا بمرض الإدمان نتيجة استمرارهم في التعاطي اكتشفوا أنهم لا يستطيعون وقفه .
لقد حاول الكثير منهم التوقف بدون مساعدة علاجية . ولكن غالبية هذه المحاولات باءت بالفشل في تحقيق امتناع كلي أو طويل الأجل عن تعاطي المخدرات, فسرعان ما يعاودون التعاطي , وذلك بسبب إصابتهم بمرض الإدمان. إذا إن الأبحاث أظهرت أن الاستعمال الطويل للمخدر ينتج عنه تغيرات عميقة وحاسمة في وظائف المخ والتي تدوم طويلاً بعد توقف الأفراد عن التعاطي . ومن ضمن ما تشتمل عليه هذه التغيرات أن يصبح السلوك ملتزماً بتعاطي المخدرات.
الفهم الواعي بأن مرض الإدمان له مثل هذا الأثر في التكوين البيولوجي لوظائف المخ وتركيبة خلاياه و يساعد في توضيح صعوبة التخلي عن سلوك التعاطي وتحقيق الامتناع بدون معالج طبية وتدخلات علاجية مركزة. فالضغوط النفسية من العمل أو من المشاكل العائلية والمثيرات الاجتماعية (كمقابلة أفراد من الذين يتعاطون المخدر في الماضي), أو محفزات المحيط ( كمصادفات الشوراع, والمواضيع أو حتى شم الروائح المرتبطة باستعمال المخدر) تصبح مثيرات لسلوك التعاطي بناءً على تفاعلها مع العوامل البيولوجية التي أصبح العقل مبنياً عليها نتيجة التعاطي , مما يعيق الامتناع عن تناول المخدر وتجعل الانتكاسة أكثر احتمالاً . ولكن في المقابل , هذا لايعني استحالة علاج الإدمان واستحالة وقف التعاطي . فلقد توصلت الممارسات العلاجية في مجال علاج إلى نماذج علاجية متقدمة في مجال المراحل المبكرة من الامتناع ولمنع حدوث الانتكاسة ولتحقيق المزيد من اكتساب مهارات الحياة المانعة للوقوع في التعاطي.
الوقايةمن تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية
تستهدف برامج الوقاية من تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية بشكل أساسي ومحوري , رفع معدلات الوعي المعرفي وبناء الاتجاهات والقيم وإكساب المهارات التي تسهم في خفض معدلات الإقابل على تعاطي المخدرات والمسكرات, وخاصة لدى الصغار والشباب و ولدى المعنيين بتربيتهم وتعليميهم وتثقيفهم..
المراجع العلمية المتخصصة تشير إلى أن مصطلح الوقاية المعاصر يدل على أهمية تجنب عمل شيء ما, والبقاء بعيداً عن الخطر والوقاية من تعاطي المخدرات والمعروفة أيضاً بالوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية . وتدل العملية التي تحاول منع ظهور استعمال المخدرات وإساءة استعمال المخدرات الطبية وغيرها من بقية المؤثرات العقلية بين الناس , كما تدل تلك العمليات التي تحاول الحد من تطور المشاكل المتربطة باسخدام المؤثرات العقلية.
إن جهود الوقاية قد تركز على الأفراد أو على المناطق المحيطة بهم , بينما مفهوم الوقاية البيئية ركز على تغيير أوضاع المجتمع الكبير أو المجتمع المحلي والبيئة التفاعلية , وقد يدل على تغيير السياسات , بحيث يتم تقليل توافر المواد المخدرة فضلاً عن تقليل عمليات الطب عليها.
تعاطي المؤثرات العقلية , تعتبر أكبر مشكلة سلوكية تواجهها المجتمعات المعاصرة , وتهدد بشكل خاص الصغار والشباب , وتجعل المجتمعات تعيش حالة من القلق نتيجة لما تخلفه من آثار مباشرة مدمرة على مستوى الصحة العقلية والنفسية والجسدية وعلى مستوى الاقتصاد والأمن , ولذلك تنفق الدول مبالغ طائلة في مجال رصد المشكلة وتشخيص عوامل انتشارها وترصد ميزانية كبيرة للحد من معدل انتشارعا ولخفضه.
الوقاية تعتبر أهم عناصر إستراتيجة مكافحة المخدرات وتعاطي المؤثرات العقلية , إذ تركز غالبية الإستراتيجية العالمية في مجال مكافحة المخدرات على أربع مناطق أساسية:
- منع عرض المخدرات : وذلك من خلال التركيز على منع تهريب المخدرات وصناعتها , وترويجها , وتبادلها , ويتضمن هذا العمل بين الأنظمة والعقوبات وإيجاد الأجهزة الأمنية والرقابية الكافية والمدربة بشكل متقدم.
- منع الإقابل على تعاطي المخدرات: وذلك من خلال تصميم برامج الوقاية والتعليم والملائمة , والتي تنشر الوعي الكافي بخطر تعاطي المؤثرات العقلية وتزيد من معدل الإجراءات والسياسات التي تقي وتحمي الصغار والشباب من عوامل خطورة الإقبال على التعاطي.
- خفض الضرر الصحي المتربط بتعاطي المخدرات: وذلك من خلال مساعدة المبتدئين في التعاطي ومعالجة الأمراض المصاحبة للتعاطي.
- إعادة تأهيل المتعافين من تعاطي المخدرات: وذلك من خلال إعادة تأهيلهم الفكري والنفسي والمهني وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمعاودة الاندماج في المجتمع والعودة إلى عالم الانتاجية والاعتماد على الذات في مواجهة ظروف الحياة بعيداً عن تعاطي المخدرات.
ومن أجل تصميم سياسات وبرامج فاعلة للوقاية من تعاطي المؤثرات العقلية للتوعية بأضرارها المختلفة , ينبغى أن يتم اتباع منهجية البحث العلمي الماثلة في الخطوات التالية:
- تشخيص المشكلة عبر مسوح ودراسات مثبتة علمياً.
- تصميم السياسات والخطط بناءً على ما تواجه به النظريات العلمية وفي ظل ما تتسم به المشكلة من خصائص على مستوى المتجمع أو الفئة المستهدفة.
- توضع آليات التنفيذ ومكونات البرامج في ظل إرشادات النظرية ونتائج الدراسات والمسوح المتخصصة في مجال تشخيص المشكلة.
- تقييم السياسات وتحسينها وتطويرها.
الوقاية في بيئة العمل ومهارات التعامل مع المتعاطي
أماكن العمل من أهم البيئات التفاعلية في حياة الأفراد والتي من خلالها يمكن للمجتمع أن يحقق الكثير من أهدافه. ففي مكان العمل يقضي الفرد جل وقته , فللعمل أهمية في حياة الفرد في تشكيل..
سلوكه واتجاهاته . بما تسنه مؤسسات العمل من لوحائح وأنظمة وقوانين وما تنطوي عليه بيئة العمل من علاقات وأنماط وتواصل رسمية وغير رسيمة. ومن خلال العمل يمكن للفرد التخلي عن سلوكيات خطرة واكتساب ثقافة عمل راقية .
دور مؤسسة العمل في الوقاية
إن مؤسسات العمل التي تتحمل وتعي أبعاد المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع وأفراده , باتت عالمياً تشارك المجتمع في حماية العاملين من خطر انتشار ظاهرة المخدرات عبر تبنيها لسياسات التعامل مع ظاهرة المخدرات داخل بيئات العمل وتجاه العاملين الذين يتعاطون المخدرات من خلال بنائها لسلسة من اللوائح والأنظمة وقيامها ببرمجة توعية وتثقيف وعلاج وتأهيل.
ومن منطلق أهمية بيئة العمل في حماية الفرد والمجتمع لما يعول عليها من دور في تثقيف وحماية ورعاية واحتواء وعلاج فإن الأمر يتطلب:
- التخطيط لتفعيل الجهود الذاتية والداخلية لمؤسسات العمل في مجال مواجهة المخدرات.
- التخطيط لبناء سياسات متقنة عبر مؤسسات العمل لحماية واحتواء وعلاج ورعاية الأفراد.
- التخطيط لبناء ثقافة عمل وتنظيم عبر مؤسسات العمل تعزز قيم رفض تعاطي المخدرات.
- التخطيط لبناء حملات تثقيف وتوعية متخصصة عبر بيئات العمل موجهة للعاملين والآباء ومؤسسات العمل لتدريبهم على كيفية حماية النشء من تعاطي المخدرات.
- التخطيط لكيفية رصد ظاهرة المخدرات عبر مؤسسات العمل.
غايات الحماية من تعاطي المخدرات في بيئات العمل
يقصد بالحماية من تعاطي المخدرات , استخدام الوسائل والمنهجيات والآليات الملائمة وفق خطة عمل مدروسة لحماية الأفراد وطرق تفكيرهم من خطر تعاطي المخدرات والمؤثرات العقلية, عبر التركيز على تحقيق الغايات التالية:
- تقديم معلومات دقيقة عن خطر تعاطي المخدرات وترويجها والتورط في بيعها.
- تصحيح الفهم الخاطئ عن مضار التعاطي . وبناء المعرفة والوعي الكافي المساعد في تنمية سلوكيات مضادة لتصرف التعاطي وقبول المخدرات . وتشكيل الاتجاهات والقيم الرافضة للمخدرات ولتعاطيها ولمستخدميها. وتطوير فهم المتلقي بالقواعد والقوانين الخاصة بقضايا وعقويات تعاطي المخدرات أو ترويجها.
- تطوير المهارات الفردية لدى الناس لرفض تعاطي المخدرات , وتطوير وعي الأفراد بخطورة التعاطي فضلاً عن تنمية شعورهم باحترام الذات. وتوضيح المخاطر والنتائج المترتبة على السلوك المرتبط بالمخدرات.
- توضيج طرق وأساليب التنشئة الأسرية الملائمة لحماية الأبناء من خطر التعاطي . وأن تكون المادة المقدمة مناسبة لاحتياج المجتمع والمتلقي.
أسس مواجهة المخدرات في بيئات العمل
إن تعاطي المخدرات بين العاملين في أي مجال مشكلة تستدعي تدخلاً اجتماعياً وإيجاد حلول جذرية لها , قبل تفاقم المشكلة لدى المتعاطي وربما سحب الآخرين للانحراف ومن هنا كانت الضرورة بأن توجد خطة عمل ذات معايير مدروسة لمجابهة هذه الظاهرة في بيئات العمل في جميع المؤسسات وكذلك مساندة المجتمع لمواجهة ظاهرة المخرات . وهذه المشاركة الفاعلة بين المؤسسات والمجتمع لا تتم إلا من خلال الإحساس بالمسؤولية المشتركة والجهد المبني على أسس علمي واضح وفاعل.
من المعلوم أن مؤسسات العمل قائمة على مجموعة من العاملين ,وعليها مسؤولية كبيرة تجاه موظفيها وأسرهم , وعلى هذه المؤسسات وضع خطط عملية لحماية العاملين وأسرهم من خطر المخدرات.
دور مؤسسات العمل بمكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية
- نشر الوعي وتثقيف العاملين بمضار المخدرات.
- عمل الإجراءات الإدراية لمكافحة المخدرات.
- وضع الخطط والمساعدات الصحية لمعالجة مريض الإدمان .
- متابعة ومراقبة العاملين والتعرف على علامات التعاطي وتغير السلوك الذي يدل على وجود مشكلة قد تتعلق بالمخدرات.
معايير تصميم سياسات مواجهة ظاهرة المخدرات في بيئات العمل
هناك معاييير وخطوات على مؤسسات العمل اتباعها حينما ترغب في تصميم برامج لموادجهة ظاهرة المخدرات في بيئة العمل من هذه المعايير:
- أن تتبنى مؤسسات العمل المختلفة سياسات داخلية على مستوى بيئات العمل التابعة لها لمواجهة ظاهرة المخدرات وفق أصول المواجهة المفترضة للمشكلة في المؤسسات . وتكون هذه السياسات في شكل نظم ولوائح ترتبط بلوائح وأنظمة المؤسسة , ويكون هدفها وغايتها النهائية السعي لمعالجة مشكلة المخدرات ومواجهتها بفاعلية , وتكون السياسات وما يتعلق بها من لوائح وأنظمة وإجراءات معلنة لجميع العاملين. وأن تلتزم مؤسسات العمل بتطبيق مضامين هذه السياسات وأهدافها والتزامها كاملاً.
- أن يتم رسم هذه السياسات في ضوء خصائص المشكلة الشائعة في بيئات العمل , وفي حياة الأشخاص العاملين بالمؤسسة بحيث تعالج مصادر المشكلة.
- أن تنظر مؤسسات العمل إلى هذه السياسات كجهد ذاتي نابع من داخلها من منطلق مسؤوليتها الاجتماعية تجاه من يعملون بها.
- أن تراعي هذه السيايسات أن مريض الإدمان هو شخص بحاجة للمساعدة الطبية وينبغ عليها مساعدته في العلاج وإقناعه بقبول مرحلة العلاج.
- أن تتبنى مؤسسات العمل مواقف ذاتية لحماية العاملين بها من خطر المخدرات , وتزويدهم بالمعلومات والمهارات التي تساعدهم في رفض المخدرات وفي حماية أسرهم وأصدقائهم من التعاطي.
- أن تدرك مؤسسات العمل كافة أنها منبع ثقافي يتشكل في إطره وعي العاملين بها , ويفترض بها تطوير ثقافة ومعارف من يعملون بها بما يخدم المجتمع وبما يحقق أهداف المؤسسة المهنية الإنتاجية , وبما يجعل الأفراد أفراداً فاعلين في مجال أسرهم.
- أن تشيع في ثقافة المؤسسات قيم عامة عن العمل, ترتكز عل أهمية فهم سعي مؤسسات العمل لمكافحة المخدرات قيمة أخلاقية مفيدة تصب في صالح إنتاجية العمل وفي صالح زيادة ولاء العاملين لمؤسسة العمل.
- أن تطور هذه المؤسسات سنوياً بشكل علمي يعتمد على قياس فاعلية السياسات وانسجامها مع التوجه العام للمجتمع ويتفق مع تنظيمات المجتمع وقوانينه.
محور وسياسات مواجهة ظاهرة المخدرات في بيئات العمل
- وضع أنظمة ولوائح وإجراءات وجزاءات , توضح كيفية تعامل مؤسسة العمل مع قضايا المخدرات لدى العاملين ( المتعاطي / المروج / الحيازة / الدعوة للتعاطي) وبناء سياسات تعليم وتدريب وتثقيف , لرفع وعي العاملين ومهاراتهم بكيفية تجنب عرض تعاطي المخدرات.
- وضع خطة إدارة وإشراف لكيفية ملاحظة سلوك المعاملين واكتشاف التغيرات التي تعتري سلوكهم نتيجة التعاطي من أجل احتواء المشكلة لدى الفرد ومساعدته في معالجة أخطائه مبكراً قبل تفاقمها ووصولها إلى مرحلة الإدمان.
- وضع سياسات وإجراءت تحث العاملين في المؤسسة على المبادرة بالعلاج وطلبه من المشرف أو المدير أو من الجهة المعنية بمعالجة المشكلة في مؤسسة العمل , مع ضمان سرية الاعتراف بالتعاطي وأن لا يؤثر في مسيرة الفرد المهنية.
- وضع سياسات عقابية واضحة لمن لا يستجيبون لأنظمة العمل ولوائح المؤسسة المتعلقة بسياسات مواجهة ظاهرة المخدرات , مثل من لا يستجيبون للخضوع للكشف الطبي . على أن يتم بناؤها على طريقة الردع لمن لا يستجيبون للخيارات السلمية.
- دراسة خصائص مشكلة المخدرات في بيئة العمل , وتطوير السياسات واللوائح في ضوئها.
- تصميم برامج احتواء مبكر وعلاج وتأهيل, وخاصة من قبل مؤسسات العمل القادرة مادياً على تصميم مثل هذه البرامج وقادرة على علاج منسوبيها من التعاطي وتملك مؤسسات طبية أو تتعاون مع مستشفيات أهلية أوحكومية.
- أن تعمل المؤسسة على التعريف بسياستها لدى العاملين لكي تصبح اللوائح والأنظمة والعقوبات والحقوق والواجبات معرفة لدى الجميع.
مراحل بناء سياسات فاعلة لمواجهة ظاهرة المخدرات في بيئات العمل
- ضرورة بناء توجيه إداري على مستوى صانعي القرار في مؤسسة العمل , لمشاركة مؤسسة العمل مع المجتمع في مواجهة ظاهرة المخدرات ونشر الوعي والثقافة والمهارات اللازمة لمواجهة ظاهرة المخدرات بين العاملين وحمايتهم من خطر التعاطي.
- دراسة واقع المؤسسة لمعرفة حدود المشكلة ومعطيات الوعي وثقافة العاملين ولغاتهم وخصائصهم المهنية والشخصية والاجتماعية . مع أهمية التعرف على عوامل الخطورة الشائعة في بيئات العمل وفي محيط العاملين الاجتماعية والأسرية لبناء برامج داخلية في المؤسسة لمواجهة المشكلة بفاعلية.
- التخطيط لبناء سياسة مواجهة فاعلة للحد من انتشار المخدرات وتقليص حجمها في مؤسسات العمل وفقاً لطبيعة المؤسسة وقدراتها وحدود أنشطتها , ويشمل ذلك العاملين بالمؤسسة وأسرهم مع الاهتمام بتثقيف اسر العاملين والطلاب الذين يتبعون لمدارس ومؤسسات تدريب مؤسسة العمل.
- الاستفادة من الخبرات والأدلة العالمية المتخصصة في مجال تصميم سياسات مكافحة المخدرات يبيئات العمل ومن الأدلة التي وفرتها أو صممتها اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
- إشراك المدراء والمشرفين والعاملين والمهتمين في مؤسسة العمل في تخطيط بناء هذه السياسات
- صياغة السياسات في دليل مكتوب يوضح الإجراءات والمبادئ والبرامج التي تنتهجها المؤسسة لمعالجة الشكلة وتوضيح موقفها من قضايا المخدرات.
- تقييم هذه السياسات وما تشتمله من برامج ولوائح من قبل خبراء محايدين ويستشار فيها ذوو الخبرة , لضمان فاعلية الأدلة والجهود والمعايير بين مختلف مؤسسات العمل.
- تطبيق السياسات التوعوية في مجال الوقاية من المخدرات من خلال التعريف بالسياسات , ثم التثقيف والتوعية والحث على العلاج لمن يعانون من مشكلات تعاطي ثم مرحلة تصميم برامج لمعالجة المشكلة, وكمرحلة أخيرة تطبيق العقويات والجزاءات التي تفترضها مؤسسات العمل في حق من لا يستجيبون لسياسات مؤسسة العمل في مجال مكافحة المخدرات ومعالجة العاطي.
الأمراض والآثار الناجمة عن تعاطي المخدرات
الأفراد الذين يعانون من تعاطي وإدمان المخدرات بمختلف أنواعها , لديهم على الأقل مشكلة صحية مصاحبةلمرض الإدمان ويزيد احتمال تعدد هذه المشاكل الصحية لديهم . وتشمل هذه الأمراض أمراض الرئة والأوعية الدمويةوالسكتة والاضطرابات العقلية فضلاً عن السرطان..
إلى جانب الأمراض النفسية والسلوكية العنيفة المصاحبة لتعاطي المخدرات. علماً بأن الأمراض السلوكية الناتجة عن تعاطي المخدرات.
فعلاوة على مرض الإدمان , أظهرت نتائج التصوير بالأشعة السينية والطبقية وتحليل الدم , آثاراً فادحة على صحة الجسد بسبب تعاطي المخدرات , فعلي سبيل المثال , المخدرات التي يتم تعاطيها عن طريق التدخين, تتسبب في حدوث سرطان الفم والحلق والحنجرة والدم والرئة والمعدة والبنكرياس والكلية والمثانة وعنق الرحم. في حين أن تعاطي المستشنقات بصفتها مواد شديدة السمية يمكن لها أن تدمر الخلايا العصبية . كما تتمكن من أن تلحق الضرر بها في أوقات وجيزة , سواء كانت تلك الخلايا في الدماغ أو في الجهاز العصبي الطرفي.
كما أن من الثابت علمياً أن تعاطي المخدرات الطويل قد يؤدي إلى انبثاق أو تفاقم الاضطربات العقلية , وخاصة لدى الأشخاص الذين لديهم مواطن ضعف معينة.
وبحسب نتائج الأبحاث الطبية التي توصلت لها المؤسسات المعنية بالصحة ودراسات أثر تعاطي المؤثرات العقلية بمختلف أنوعها على الصحة , فإن لتعاطي المؤثرات العقلية آثاراً خطيرة على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية , بات متعارف عليها بين المختصين في مجال طب الإدمان .
1. الآثار الصحية العامة التي تسبب بحدوثها المؤثرات العقلية:
- اضطرابات في وظائف المخ تؤدي إلى :
الهيجان العصبي- التوتر الانفعالي – الحساسية المفرطة – اضطراب الشعور – اختلاف الاتزان – عدم انتظام في الحس العام والشعور العام – الاكتئاب – الشعور بالضيق – تبلد الشعور والأحاسيس – انخفاض نسبة الذكاء – الدوار والصداع المزمن – اختلال الوزن المستمر
- اضطرابات في وظائف التنفس :
مثل : التهاب الأغشية المخاطية المبطنة للجهاز التنفسي – تمدد وانفجار الحويصلات الهوائية – اختلال في عملية تبادل الأكسدة .
- اضطربات في وظائف القلب :
مثل : ضيق الشرايين التاجية – جلطات القلب .
- اضطرابات عامة :
مثل : انخفاض حاد في القدرة الجنسية – ضعف عام مع قلة الحيوية والنشاط – الإصابة بمختلف أنواع الأمراض السرطانية.
- الإصابة بالأمراض المعدية والحوادث :
هذا أيضاً مع الأخذ في الاعتبار الإصابات التي تحدث نتيجة لتورط المتعاطين في أشكال مختلفة من التصرفات السلوكية المتهورة وتسبب بعض أشكال التعاطي بانتقال أمراض معدية نتيجة تبادل الحقن أو ممارسة الجنس المحرم, فضلاً عن الإصابة بإصابات جسدية مثل حالات الإصابة من جراء حوادث السيارات أو الاعتداءات أو القتل , والتي يتورط فيها المتعاطون عادة.
2. الأمراض النفسية ذات العلاقة بتعاطي المخدرات :
يعتبر تعاطي المخدرات من أهم الأسباب التي تحفز ظهور الأمراض والاضطرابات النفسية لدى المتعاطي . كما أن العلماء يعتبرون أن أحد العوامل الرئيسية لشيوع الأمراض النفسية هو تعاطي المخدرات. فهناك علاقة وثيقة ومتبادلة بين الإدمان على المخدرات والأمراض النفسية , فالمخدرات تسبب ظهور الكثير من الأمراض النفسية.
الاضطرابات والأمراض النفسية التي يسببها تعاطي المخدرات كثيرة ومتعددة ويمكن أن تنشأ منها أكثر من نوع في الوقت نفسه .ومن أبرز هذه الاصطرابات والأمراض الاضطرابات الذهانية المصحوبة بالأوهام وضلالات وهلاوس واضطرابات المزاج خاصة اضطرابات المزاج الاكتائبية , واضطرابات القلق , واضطربات النوم وحالات الهذيان والخلط.
والأطباء يستطيعون الكشف عن ذلك عن طريق التشخيص المزدوج الذي يعنى بعلاج إدمان المخدرات المصحوب باضطرابات نفسية والتشخيص المزدوج يتطلب علاجاً مزدوجاً , علاج موجه لمرض الإدمان على تعاطي المخدرات , وعلاج لمعالجة الاضطربات والأمراض النفسية المصاحبة لمرض الإدمان , وغالباً ما يكون هذه الاضطراب ذهانياً مع تعاطي مواد مخدرة, وعادة ما تكون أعراض الاضطراب لدى المدمنين مزمنة وشديدة , لذلك تتلطب هذه الحالات علاجاً دوائياً مكثفاً وبرامج علاجية قد تختلف عن البرامج العلاجية المتعارف عليها في علاج الإدمان أو علاج الأمراض النفسية.
وقد أثبتت الكثير من الدراسات الحديثة أنه عند تعاطي أي مادة من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية فإن نسبة وجود أحد الاضطربات النفسية يرتفع , فمثلاً نسبة اضطراب الفصام لدى الأفراد العاديين تكون 1% ولكنها ترتفع إلى 30% عندتعاطي المواد المخدرة أو الإدامان عليها , فالاضطرابات النفسية والإدمانية وجهان لعملة واحدة , وفي التشخيص الحديث الأمريكي للاضطرابات النفسية Dsm لا يمكن تشخيص الحالة بأي نوع من الاضطرابات النفسية في حالة وجود تعاطي للمواد المخدرة والاضطرابات النفسية.
الدلائل الطبية تشير إلى أنه في حال توفر استعداد مرضي لمرض الفصام لدى الشخص المتعاطي , فإن استخدام بعض العقاقير المخدرة مثل الحشيش من المحتمل أن تؤدي إلى ظهور نوبة فصامية . وهذه النوبة من الممكن أن تنتهي عند التوقف عن تعاطي تلك المواد ومن الممكن أيضاً أن تستمر . لذلك إذا كان هناك تاريخ أسري لمرض الفصام في عائلة المريض فإن تعاطي المخدرات يقود باحتمالية عالية لبروز هذا المرض لدى المتعاطي , وقد يستمر المرض لديه.
3. الآثار الصحية لتعاطي المخدرات على الآخرين :
هناك العديد من الآثار الضارة الواقعة على الفرد نتيجة إدمانه على المخدرات , كما ذكرت العديد من المراجع حقائق متشابه عن هذا الأمر , ولكن ضرر تعاطي المخدرات لا يقتصر على تعاطي الفرد للمخدر الذي يصبح إجباراً ويؤثر على صحته العامة وعلى حالته المزاجية والسلوكية , بل يطال صحة أسرته والأطفال , حيث يمكن أن يسبب تعاطي المخدرات بمشاكل صحية خطيرة للآخرين , إذ يوجد بشكل ثابت علمياً للإدمان ثلاث نتائج خطيرة ومقلقة على صحة الآخرين وهي :
- هناك علاقة بين التعاطي المخدرات وصحة الأطفال في الولادة ويرى المختصون أن الأبناء الذين لهم آباء يعانون من الإدمان , وربما سيتأثرون لآحقاً بنتائج المخدرات على أنظمة عقل آبائهم التي تغيرت وخاصة نظام التذكر والتعلم , فمن المرجح حسب نتائج أبحاث مؤسسة نايدا , أن بعض الأطفال الذين يتعرضون للمخدرات قي ولادتهم, سيحتاجون لدعم تعليمي في الفصول الدراسية لمساعدتهم في التغلب على ما قد يعانون منه من نقص في عمليات التعلم والتذكر , كالحاجة لتنمية السلوك , وتمتد إلى مرحلة المراهقة وتسبب مشاكل أخرى خلال تلك الفترة الزمنية أم لا.
- نظراً لأن بعض المخدرات يتم تعاطيها عن طريق التدخين , مثل الحشيش والروانا , فمن المتعارف عليه صحياً أن للتدخين غير المباشر أو هو التدخين السلبي أثراً في حدوث مشاكل صحية متعددة على صحة الجسد وخاصة الأطفال وذلك نتيجة لتعرضهم لاستنشاق عدد كبير من المواد الخطرة على صحة الإنسان , ووفقاً لتقرير الجراحين الصادر عام 2006 , والمعنون بـ “العواقب الصحية للتعرض غير الطوعي لدخان التبغ” يشير إلى أن التدخين السلبي , يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب بنسب 20-30% وسرطان الرئة بنسبة 25-30% لدى من لم يسبق لهم التدخين.
- تعاطي المخدرات وخاصة عبر الحقن , يلعب دوراً مثبتاً في انتشار الأمراض المعدية مثل الإيدز والتهاب الكبد وغيره من الأمراض المنقولة عبر الدم . إذ يذكر دليل علم الإدمان أن حقنة مخدرات مثل الهيروين , تسبب في الإصابة بالإيدز بمقدار أكثر من ثلث حالات الإيدز الجديدة الناتجة عن عوامل أخرى . في حين أن تعاطي المخدرات بالحقن يعد عاملاً رئيسياً في انتشار التهاب الكبد الوبائي من نمط (C) . كما أنها نمطاً من التعاطي يزيد من احتمالية انتشار الأمراض الكامنة القاتلة وتسريع نمو مشاكل الصحة العامة . علماً بأن تعاطي المخدرات بطريقة الحقن , ليس النمط الوحيد لتعاطي المخدرات الذي يسهم في انتشار الأمراض المعدية : فجيمع أنواع تعاطي المخدرات وبعض أشكال السكر , التي تتدخل مع عمليات الحكم العقلي وتؤدي إلى غياب الوعي الإدراكي لمخاطر التصرف , تتسبب في الوقوع في سولكيات جنسية تسهم في انتشار الفيروس الذي يتسبب في حدوث نقص المناعة لدى الإنسان ومرض الإيدز , كما يزيد من مخاطر نقل فيروس التهاب الكبد الوبائي B و C وغيرها من الأمراض التي تنتقل بالاتصال الجنسي , وهذا ما يهدد صحة الأزواج على وجه التحديد , ويتسبب في ولادة أطفال مصابين بمثل بعض هذه الأمراض المعدية.
الإشراف
يعد الإشراف المحور الفعال للأباء لحماية الأبناء منذ مرحلة الطفولة . فعندما يكبر الأبناء فإنهم يبدؤون في قضاء أكثر أوقاتهم بعيداً عن المنزل , مما يشكل صعوبة في مراقبة سلوكهم من قبل الآباء لهذا فإن إشراف الأباء يساعد في ..
تعزيز سلامة سلوك الأبناء من خلال مراقبة المؤثرات في السلوك مما يضمن نجاح التربية في جميع مراحلها.
الخطوات الأساسية التي يمكن تطبيقها لمراقبة الأبناء حتى لا يقعوا في المشكلات هي على النحو التالي:
- القوانين الواضحة:
وضع عدد قليل من القواعد غير القابلة للتفاوض حول سلوك طفلك وتذكيره لهم بها وبوضح أكثر:
- اعطني رقم الهاتف للمكان الذي سوف تتواجد فيه.
- احتاج أن تعلمني قبل ذهابك بـ 24 ساعة إلى زملائك ليتسنى لي السؤال والاستعلام عن المكان الذي سوف تتواجد فيه .
- لا يسمح بتواجد أصحابك عندما لا أكون متواجد بالمنزل.
2. التواصل:
يتم التواصل مع الآباء الآخرين والمعلمينن في المدرسة من خلال:
- التواجد والاشتراك في نشاطات ابنك الاجتماعية والمدرسية.
- حلق مصادر جديدة للتعامل مع المشكلات وبناء شبكة متينة وصلبة للتواصل مع ابنك.
3. التحقق:
- وهو يتيح لطفلك معرفة اهتمامك به وبسلامته من خلال تطبيق القواعد والقوانين الخاصة بك ولكن هذا قد يشكل صعوبة بالنسبة للبعض لما يريده من نهج فريد من الثقة لأبنائه.
- يتطلب الأمر في هذه المرحلة تربية الأبناء التربية السليمة المبنية على القيم الإسلامية وثقافة المجتمع السعودي.
وللتحقق من سلامة ابنائك عند خروجهم مع أصدقائهم يمكنك القيام بما يلي:
- عليك الاتصال بوالد صديقه الذي يود زيارته أو الخروج معه والتعرف عليه.
- عليك الالتقاء بجميع آباء أصحاب ابنك لكي تتأكد من أنه في مكان آمين ومراقب من قبل أهله.
- معرفة المناسبات التي يريد ابنك حضورها وذلك للتأكيد بأن الراشيدن سيقومون بمراقبته.
4.الاتساق والتماسك:
يعتبر الإشراف على الأبناء هو الأكثر فعالية عندما يضع الآباء حدوداً واضحة فيعاقب عند اقتراف سوء في السلوك مع تشجيعه بالثناء والحوافز عندمايتبع القواعد والأنظمة.
كيف يمكن الإشراف عندما لا تكون متواجداً بالمنزل؟
- اعرف جدول ابنك.
- قم بالاتصال بابنك في أوقات متفرقة.
- يمكن استخدام مساعدين للعناية بطفلك في حال عدم التواجد بالمنزل والاتصال علهيم لكي تتحقق من وضع ابنك.
- الاتصال بابنك لمعرفة ما إذا وصل إلى الوجهة أو المكان المطلوب.
- الإشراف على ابنك بإجراء زيارات عشوائية أو مكالمات.
- البقاء على تواصل مع البالغين الذين يتفاعلون مع ابنك.
- شجع ابنائك الصغار على الصلاة مؤكداً لهم بأنها جالبة للسعادة ومفتاح النجاح.
- الاستمرار بمشاركة الأبناء اهتماماتهم.
- معرفة أصحاب الأبناء ومراقبة تفاعلهم مع أصدقائهم.
- قضاء بعض الوقت للاستماع إلى الأبناء.
- التواصل مع آباء أصدقاء الأبناء بشكل مستمر.
معرفة أصدقاء الأبناء
الطفولة فترة نمو وتغير كبيرة يميل الأطفال فيها إلى إرضاء وإقناع أصدقائهم حتى ولو شعوراً بالضغط والإرهاق . هذه المشاعر يمك نأن تجعل الأطفال يخضعون لضغط الأقران لذلك فإن معرفة الآباء لأصحاب أبنائهم وأقرانهم يساعد على تحسين الاتثصال ويحد من النزاعات , ويساعد على تعلم المسؤولية..
يمكن مساعدة ابنك وزيادة تأثيرك عليه وذلك عن طريق:
1. معرفة أصدقائه سواء في الحي أو في المدرسة:
- التواصل مع أصدقائه وعائلاتهم متى سنحت الفرصة بذلك.
- الذهاب إلى المدرسة ومراقبة سلوكه هناك ومعرفة مع من يقضي وقته.
- مراقبة السلوكيات , والكلام وتشجيع السلوك الإيجابي.
2. المشاركة بفعاليات ونشاطات ابنك من خلال:
- مساعدته لمعرفة وفهم شعوره الداخلي.
- مناقشة أفكاره الجديدة.
- كن المسؤول عن إعطاء معلومات تخص الجنس والمخدرات ولا تترك ذلك للآخرين.
- شارك ابنك مبادئك وقيمك . لأن ذلك يمنحه أساساً قوياً في الحياة.
3. التحدث مع ابنك عندما تكون قلقاً ولديك مخاوف من أمور حصلت حديثاً مثل :
- قضاء أوقات مع أصدقاء لاتعلم عنهم شيئاً.
- التغير في طريقة التحدث أو المواقف.
- تغيرات في الأداء المدرسي.
- الكذب والتسلل من المنزل.
تأثير الأقران:
الأنباء عادةً لا يتخذون القرارت الحكيمة عند اختيارهم لأصحابهم. لذلك ساعدهم لمعرفة الصفات والقيم الجيدة التي يجب أن يتحلى بها الأصحاب مثل الإخلاص, الاحترام, والصدق , والتفاعل الجيد في المدرسة, المحبة , والأخلاق.
لتقليل تأثير الأقران السلبي على أبنائكم عليكم تجربة الأفكار التالية:
- اللعب معهم خارج المنزل.
- القراءة معهم او إخبارهم قصصاً عن العائلة.
- تشجيع اهتماماتهم وهواياتهم مثل ( الرسم, الإبداع الإلكتروني, الطبخ, الاكتشافت العلمية ).
- ضم وإشراك ابنك في النشاطات الاجتماعية والثقافية في المجتمع.
- ضم وإشراك أصدقاء ابنك في نشاطات العائلة.
- اجعل خطوط التواصل مفتوحة.
- كن صبوراً وراقب تصرفات ابنك.
وضع الحدود
وضع الحدود : يساعد الآباء على تعلم ضبط النفس وتحمل المسؤولية وإظهار الرعاية , كما يوفر للأنباء المبادئ التوجيهية ويعلمهم أهمية القواعد من خلال الخطوات التالية :
الخطوة الأولى هي وضع الأنظمة :
- وضع أنظمة وقواعد واضحة وبسيطة ومحددة.
- تأكد من أن طفلك فهم جيداً هذه القواعد.
- وضع قائمة للعقاب.
- أن تكون مستعداً لمتابعة أنبائك.
الخطوة الثانية هي المتابعة :
- تبين البحوث أن الآباء الأكثر فعالية في وضع الحدود هم الذين يقومون بالمتاعة الدائمة, وبسبب ذلك يضطر الأباء إلى تطبيق القواعد والأنظمة لأن آبائهم يتابعونهم باستمرار . وهنالك عواقب سوف تقع عليهم في حال لم يطبقوا القوانين.
- قم بمعاقبتهم عندما يخالفون القواعد والأنظمة.
- قم بمكافأتهم عند اتباعهم للقواعد والانظمة.
اختيار الحدود هو جزء طبيعي من النمو لكنه يمثل تحدياً خاصاً لأولياء الأمور في كثير من الأحيان فإن ردود الفعل الأولى بالنسبة لنا قد تأتي من الخوف على سلامة الأطفل لدينا , أو الغضب عندما لا ينصتون إلى آبائهم ويعصونهم لذلك فإن دليل المبادئ التوجيهية سوف يساعد الآباء على تأسيس دليل للعقاب المناسب للأبناء في حال مخالفة الأنظمة والقواعد :
- القعاب البسيط يكون أفضل.
- تجنب العقاب الذي يتسبب بالأذية للجسم.
- ردود الفعل تكون غير مسيئة.
- العقاب الفعال يكون تحت سيطرتك وليس عائداً على ابنك.
الأبناء يصبحون عصبيين وعدوانيين وينعزلون عندما يطبق الوالدين العقاب فالطفل يختبر صبر الوالدين لكي لا يطبقوا عليه العقاب وعلى الآباء التنبه أو ملاحظة الأمر ويمكن لهم اتباع ما يلي:
- وضع القواعد والعقاب بشكل واضح.
- الإلمام بالمشكلة في وقت مبكر.
- الابتعاد عن المجادلات والتهديدات.
- استخدام لهجة حازمة وهادئة في نفس الوقت.
- المتابعة من خلال المراقبة لكل مرة تطبق فيها القواعد أو تخالف.
التشجيع
المفتاح الأساسي لبناء الثقة بالنفس , ويساعد الآباء والأمهات لتعزيز التعاون بينهم وبين الأبناء والحد من الصراع . لذلك يرجع سبب نجاح الكثير من الأبناء إلى التشجيع من أحد الوالدين أو المعلم أو اشخاص أكبر سناً منهم .
وقد ثبت أن التشجيع يساعد الشباب لكي يشعروا بالرضا عن أنفسهم ويعطيهم الثقة لعمل الآتي:
- تجربة نشاطات مختلفة.
- تكوين صداقات جديدة.
- التعامل مع المهام الصعبة.
- استكشاف قدراتهم الإبداعية.
التشجيع يعزز الثقة بالنفس لأنه يرسل ثلاث رسائل رئيسية لابنك:
1. الأبناء يؤمنون بأنهم يمكنهم عمل الكثير من الأشياء الجيدة إذا تعامل معهم الأباء بالطريقة التالية:
- عدم تضخيم الأمور وتجزئة المشكلة إلى أجزاء صغيرة.
- تذكيرهم دائماً بمواطن قوتهم ونجاحاتهم السابقة.
- تشجيعهم على التعامل مع التحديات والصعوبات.
- حل مشكلاتهم.
- تنمية مهاراتهم وخصوصاً في الحديث.
2. الأبناء يؤمنون بأنهم يستطيعون طرح العديدمن الأفكر الجيدة إذا تعامل معهم الآباء كالتالي:
- مشاطرة آرائهم ومشاعرهم.
- الاستماع إلى ما يقولونه.
- طلب المشاركة في وضع الخطط العائلية ولمناسبات.
- طلب آرائهم لحل المشاكل العائلية.
3. الأبناء يعلمون بأنهم مهمون إذا تعامل معهم الآباء كالتالي:
- تذكر ماذا قال الأبناء سابقاً.
- تخصيص وقت للأبناء كل يوم.
- الحضور إلى المدرسة ومشاركتهم الأنشطة اللامنهجية.
- يجب أن يعلموا بأن آبائهم يفكرون بهم في جميع الأوقات.
- عرض الأعمال التي أنجزوها وشهادات التقديرية والتفوق التي حصلوا عليها من لمدرسة والثناء عيها بشكل مستمر.
الممارسات غير التشجيعة (المحبطة):
- سخرية الآباء أو يكونوا سلبيين تجاه قدرة الطفل على النجاح.
- المقارنة بين الابن وإخوته.
- معاقبة الابن عند انخفاض مستواه.
- تذكير الابن بأخطائه السابقة.
أمثلة على الجمل التشجيعية:
- أعلم بأنه لم يكن سهلاً.
- لقد عملت عملاً مدهشاً.
- استمر بالمحاولة.
- انت تتعلم الكثير.
- اعجبتني طريقتك في إنجازك للعمل.
- أستطيع أن أجزم بأنك كنت مستمراً بالتدريب.
- إنه من الرائع رؤيتك تعمل بجد.
- أنا فخور بك لأنك أديت صلاتك في المسجد.
- أنا أحبك لأنك تصدقت لفقير.
- أنا أفتخر بك لأنك صادق.
- أنا فخور بك لأنك تحب والديك وإخوتك.
- أنا أحبك لأنك تحترم جيرانك.
الصلابة النفسية
هي إحدى الطرق التي يستخدمها الإنسان للدفاع عن نفسه وتطويرها في نفس الوقت..
تكمن مفاهيم الصلابة النفسية في ترويض الظروف وتوجيهها للبناء بدلاً من الهدم وذلك بإدارة الأزمات . فمن السمات الأساسية التي يجب أن تتوفر في الإنسان الناجح حت يتمكن من إدارة أي أزمة مهما كان نوعها بنجاح هي الصلابة النفسية , فإذا كان لا يتمتع بصلابة نفسية فكيف له الاستطاعة أن يتحكم في الأزمة ويقي نفسه من السلوكيات الهدامة؟
الإنسان الذي يمتلك الصلابة النفسية لن يقف في نفس المكان الي كان عليه قبل مواجهة الأزمات والمصاعب والضغوطات , بل سيستغل ظروفه الصعبة هذه ويجعل منها حافزاً لتنمية وتطوير شخصيته ,كما أنه سيكون قادراً على تجاوز مشاعر اليأس والعجز بنظرته التفاؤليه وإحساسه بأن القادم أفضل لإيماناً منه بأن كل شيء مكتوب وهو بيد الله عز وجل وهذا ما يجعله متأكداً أن ما بعد الضيق إلا الفرج.
مكونات الصلابة النفسية:
تتكون الصلابة النفسية من مزيج مؤلف من ثلاث مواقف هي :
- الإلتزام
- ضبط النفس
- المواجهة
وبالتالي فإن إمتلاك الإنسان للصلابة النفسية يجعل منه شخصاً قادراً على إدارة حياته بشكل أفضل.
وتكمن أهمية الصلابة النفسية في كونها تخفف من حدة الضغوط التي تواجه الفرد وتعمل كجدار حماية يقيك من الإصابة بكل من الاضطرابات النفسية والجسدية , فالفرد ذو الشخصية الصلبة يتعامل بصورة فعالة مع الضغوط كما يميل إلى التفاؤل والتعامل المباشر مع مصادر الضغط.
ولكي تقوي من صلابتك النفسية عليك بالآتي :
- التحكم بالنفس, فالتحكم بالنفس هو القدرة علة التحكم بردود أفعالك لتجنب السلوكيات والتصرفات غير المرغوب فيها.
- الالتزام تجاه نفسك , فالالتزام تجاه النفس يعني القدرة على التوجه إلى الأهداف والاستعداد لتقديم الجهد والطاقة والوقت الضروري لتحقيقه.
- التحدي , لأن التحدي هو دافعك وقدرتك على التكيف مع مختلف الصعوبات . وكلما زادت التحديات التي لديك زادت إرادتك وتحسنت صلابتك النفسية فكونك على درجة عالية من التحدي فهذا يعني أنك مندفع لتكون بأفضل صورة ممكنة وتقديم أفضل أداء لديك للوصول إلى ما تريد . وبشكل عام, عندما يكو نالشخص على درجة عالية من التحدي فهو سيرى التحديات والشدائج كفرص لتغيير الأفكار والمحاولة لإيجاد حلول بديلة بدلاً من النظر إليها على أنها تهديدات مايزيد من قدرته على التكيف مع مختلف الظروف.
- الثقة بالنفس , لأن الثقة بالنفس هي الإيمان بالقدرة على تحقيق الأهدف والتكيف مع مختلف الظروف والتأثير الإيجابي في حياتك وحياة الآخرين وه يمن أهم العوامل التي تساعد على زيادة الإرادة والعزيمة, كما أنها تعزز من الصلابة النفسية عبر توليد أفكار بأنك قادر على التكيف مع مختلف الظروف والصعوبات.
دور الأصحاب في اختيار السلوك الشخصي
” الصاحب ساحب” فالمرء بإمكانه سحب صديقه إلى الطريق الذي يسكله بكل سهولة وبالتالي فإن العادات تكتسب والعادات والأخلاق تترسخ بالممارسة..
تلعب الصداقة دوراً كبيراً في حياة الإنسان , وتؤثر على مجرى حياته بالكامل, فالسلوك الشخصي معناه الأسلوب الذي يتعامل به المرء في مختلف المواقف.
التأثير الإيجابي للأصدقاء:
يتأثر الإنسان بالعناصر المجتمعية المحيطة به , حيث عندما ينشأ محاطاً بأصدقاء ذوي خصال حمدة يتأثر بالطبع إيجابياً ويظهر ذلك على رشاد صاحبهم نحو الصواب وابتعاده عن الشر , خصوصاً من اتخذ الدين والخلق منهجاً له في الحياة فيرشد صديقه إلى فعل الخير لإرضاء رب العالمين والفوز بالدنيا والآخرة.
التأثير السلبي للأصدقاء :
فمثلما هناك أصدقاء ذوي تأثير إيجابي , هناك أصدقاء ذوي تأثير سلبي , فإن كان المرء مقصراً بواجباته تجاه الله تعالى فإن صديقه سوف يسلك الطريق نفسه دون أن يدرك , كما أن للصحبة السيئة تأثيراً كبيراً على الحياة الاجتماعية والصحية والشخصية للفرد.
لذا يجب إدراك وجهات النظر الخاطئة للأصدقاء وعدم الإنجراف وراءها وإرشاده إلى الطريق الصواب إن أمكن ذلك وإلا الإبتعاد عنهم
كيفية اختيار الأصحاب:
هناك العديد من الصفات التي لابد من الانتباه إلى وجودها في الشخص المراد اختياره كصديق وهي كما يلي:
- الصديق الصادق : يكره الله تعالى الكذب وينهى عنه وإن الثقة والصدق هما حجر الأساس لبناء أي علاقة , فالصديق الحقيقي يعمل على إخبار صديقه بما يجب أن يسمعه .
- الصديق الوفي : إن الصداقة تتجلي عندما يبوح ويفصح الفرد عما بداخله إلى صديقه ’ ليبقى ذلك الأمر بينهما سراً.
- الصديق الحكيم : يفضل اختيار الصديق المرشد الذي يحمل الحكمة في أفكارخ ومعتقداته فمصاحبة مثل هذه الصديق يرشد من حوله إلى طريق الصواب وإلهام من حوله بالسير بالاتجاه الصحيح وبالتالي بناء وتطوير الشخصية بأهم السمات.
إلى صناع المستقبل:
منحت رؤية المملكة 2030, الشباب وأصحاب القدرات العالية فرصة لإبراز مواهبهم في مختلف المجالات , ليؤكدوا أنهم قادرون على التميز في المناصب التي ستسند إليهم في المستقبل القريب , بإعتبارهم صناع المستقبل.
وتعتمد المملكة في تنفيذ برامجها واستراتيجياتها في المجالات كافة وخصوصاً أن طاقات الشباب لا تحدها حدود ويمكنهم تطوير البرامج التنموية بما يخدم الوطن ويوقود لتطوير شامل.
رسائل إلى صناع المستقبل :
- أنت قوي أكثر مما تعتقد وأنت قادر على تحقيق ما تحلم به.
- كل يوم هو فرصة جديدة لتكون نسخة أفضل من نفسك.
- قم بتحويل أحلامك إلى أهداف وسيصبح النجاح حقيقة.
- قوة التغييرتكمن في قرارتك اليومية وفي تحدياتك الصغيرة.
- كن شجاعاً وتخطى حدود الراحة فالنمو يحدث خارج منطقة الراحة.
- الإيمان بالنفس هو مفتاح فتح أبواب الفرص والتحديات.