أ.فاطمة الأحمد
كاتبة – إعلامية
القادرون على الخير والمساعدات بدون تقديرات محددة لتسري المواساة والدعم والرفعة المعنوية ويعود إنسانٌ حي ظن أنه الختام, هم الفئة المصطفاة للإنقاذ, وسائر الذين يقدمون خدمة إنقاذ روح عاجزة وهالكة لا محالة، هم في طليعة الأبطال، أو ربما كانوا الأعلى تماماً من غيرهم في سائر البطولات.
مرة أخرى, فأولائك الذين يقفون دوماً برحابة من أجل الذين يوشكون على فقدان الحياة , وعلى وجه الخصوص ,الهالكين بالمخدرات، التعساء المنخدعين بوهمها الكاذب وتخريبها الفظيع , ومداها الكارثي, يرونهم نقطة الضوء في سوادٍ فادح بعد أن تملكهم الخنوع التام والاستسلام للذهاب ببطء إلى الموت.!
هؤلاء المنقذون,مفعمون بالحس الإنساني ,بالبذل والتقديم، بالدافع الذاتي والخير الفيّاض, كان خلف دوافعهم الذاتية إلحاح المساعدة وأن لا يعاني أحد.
النجدة لحظة حرجة وتُفلت من اليد وتتملص بدون ملاحظة لذا هي عصيبة إلا على واحدٍ همه الأوحد أن يتمكن من الإنقاذ , إذ لا يمكن لأحد أن يُمضي حياته لأخرها هكذا في حالة إنقاذ دائم، كل يوم يبحث وكل أيامه استمرار بلا كلل إلا من كان مثلهم..
لأن الإنقاذ ليس سهلاً وليس هيناً كما أنه ليس مستحيلاً. فقط لمن عرف أن هذه الروح ثمينة عند الله تعالى , عزيزة عنده أن تُهدر وتَهلك..وذو البخت ذلك الذي وضعه الله في هذه المجموعة الظافرة, فكل ديدينها وما تريده, الوصول بإنسانٍ يوشك أن ينتهي إلى لحظة النجاة وخط التجاوز.
فتأتي أول ومضة في جب الظلمة والوحشة ” أنت إنسانٌ جيد وتستطيع”, كلمة يذهلك اتساعها..تعيد مافُقد, وترجع ما بُتر، وتمتص الوهن, وترتب الخراب إلى انسجام, و تقطع حالة الشكوك أنه قد انتهى ولا فائدة ولن يبصر ضوءً أبداً. كلمة شمولية رغم بساطتها , وتفعل المستحيل والعجائب والنتائج باهرة, بل وفوق ما يمكن تصوره, وكثيرون يعرفون ماذا فعلت بهم هذه الكلمة وشبيهاتها في غمضة عين, وكيف أنها انتشلتهم من الحتوف المؤكدة.
ثم يعبرون بها من فوق جسر الهلاك والفزع..ويالها من لحظة مهيبة تحبس الأنفاس للنجاة من الحتف.وكيف أنها بطولة خالصة عند نقطة الوصول وفوزٌ عظيم حينها.
تأكد أنك حين تأخذ بيد أحدٍ إلى بر الأمان مستعيناً بكل وسائل الإنقاذ المتاحة وتدفع لها الأثمان وكل ما بوسعك , فإنك بها كمن أحيا الناس كلهم .تصور هذا الشيء الكبير منذ الخليقة الأولى حتى انتهاء الدنيا، الناس جميعاً بلا استثناء. أي ثواب سيكون لها!ثم تصور لحظتك وشخصٌ ينازع بين يديك و ملامح الحياة وهي تدب فيه بعد أن قدرتَ على نجدته وقد فعلتها في لحظة حاسمة مصيرية , ولن يسعك شيء بهذا الإنجاز الكبير والسعادة لأمر ضخم كهذا غير أنك قبلها كلها قد نلت شرف امتداحٍ خاص وشأنٍ جليل” وَمَنْ أحيَاها فَكأنَّمَا أحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً”.
بطولة مستحقة لأهل الدوافع الفضيلة والمكرسة من الصميم لأجل إنقاذ بشرٍ يجب أن يعود صالحاً.وقصصٌ كثيرةٌ خاصة كلها على ضوء ماجاء هنا أعادت إنساناً وشيدته مجدداً.