أ.فاطمة الأحمد
كاتبة – إعلامية
أحد الأماني العظيمة لدى الشباب هي أن يحقق إرادته , ويؤكد ذاته في محيطه وبين الجموع التي حوله لأنه يرى من محاوطة الأنظار له والضوء المنبثق فوز عظيم , وهو بها يعلن عن حضوره المكتسح وهيمنته.
تأكيد الذات جانب عصيب لوهلة لمن لم يتلقن شيئاً في طفولته ، فهو معادلة وسطية وقياسات دقيقة مابين قدرتك على التقدم وتريثك للتأني كيف تتقدم بخطوة لتتحصل على المكاسب وتشق طريقك نحو الهدف، ولن يحدث إلا حينما تكون متزناً و تتمكن من منح نفسك تقديرها.
ومن هذا المنطلق فالسبيل إلى الشخصية المتوازنة التي تؤكد ذاتها بكل شجاعة و ثقة هو بتقديرها أولاً وما ينبغي لها من قيمة رفيعة ثم تقدير المواقف الخارجية وحسابها مع الحاجات الذاتية ودوافعها وخططها. فيوازن مابينها.
التأكيد الذاتي على قدر من الأهمية كي تدرك أنك أمام حاجة ملحّة تتطلب منك القرار في موقف الحسم في ثانية لتقبل ما ينقلك دفعة كبيرة للأمام أو ترفض ما يخل بتوازنك ويحذرك من وجود خطبٍ وخطرٍ ما .
الأمر بما هو عليه من أهمية، مقرونٌ ببساطة تحديد الوجهة الصحيحة ووضوح الرؤية والتمكن من تقدير سلامة الخطوة و أن تقول لا عندما يتوجب عليك أن تقولها، فهي القوة المكتسبة ،والتعزيز الحيوي، والنفور من كل ضعف وخسائر.
فالوقت فاصل وسرعة لا يمهل الكثير و “لا” في وقتها تحول كبير أو نجاة أو فوائد تتضاعف وتجنيها عند كل مرحلة.
ولن تتمكن من غير الثقة بنفسك لتجعلك تقولها حينما يتوحب عليك أن تقولها متخطياً عواطف لحظية بمثابة المصيدة المهلكة.
أحياناً , نسبة التواضع في نفسك هي وسيلة قد تدفعك لتأكيد ذاتك أو أنها ستبقيك في ظلمة محكمة وعليك الاختيار!
ذات الأمر في جانب “محبة الآخرين” فليس عليك أن تكون مطيعاً لهم ملبياً لكل الأوامر متجاهلاً نداءً في صدرك يقول لك لا في وقتها ومواضعها الواجبة . الصفات التي تظن أنها تجعلك محبوباً لديهم هي منحدر هاوية.إنك تضعف وتخسر كلما استسلمت بالكامل وألغيت قرارتك .
تأكد أن “لا”أحد الدروع الواقية التي يجب أن لا تنزعها , وأنها من الحصون العالية ضد مهالك تحدق بك. فتعلم كيف تقولها بصوتك وثقتك.